أكد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أن الحكومة تسير في الطريق الصحيح وهي تقف بالمرصاد إزاء كل ما يهدد سلامة مواطنيها، خاصة أنها توجد حاليا وسط بركان من الأزمات على حدودها، مشيرا إلى أن الجزائر تمتلك إمكانات الدفاع عن نفسها، مما يجعل معظم الدول الكبرى تطلب منها بإلحاح، لعب دورها كقوة إقليمية في المنطقة، "غير أننا يضيف الوزير الأول - لا نبحث عن الزعامة فضلا عن أننا دعاة خير ولسنا دعاة شر". واستبعد السيد سلال في لقائه بممثلي المجتمع المدني بقاعة المحاضرات بالحي الإداري بولاية جيجل، أول أمس، تكرار سيناريو بعض الدول العربية التي تعرف تطورات خطيرة بالقول إن الجزائريين "يعرفون قيمة وثمن الاستقرار، خاصة أنهم عاشوا عشر سنوات عجاف ومروا بمشاكل عويصة هددت سلامة الشعب وكيان الدولة الجزائرية، وهو ما جعلهم اليوم قادرين على التحكم في أمورهم".وإذ أكد أن الشعب الجزائري وعلى رأسه رئيس الجمهورية راضيان على الحكومة، فقد شدّد الوزير الأول: "لا أحد يملي علينا الدروس"، مشيرا إلى أن الجزائر "تعيش ظروفا حسنة جدا من عدة جوانب، خاصة منها الاستقرار رغم بعض المشاكل التي تؤرق في بعض الأحيان المواطنين، "وهو أمر مشروع". وأبرز رئيس الجهاز التنفيذي التحديات التي يتوجب رفعها في المرحلة الراهنة، والتي تتمحور بالخصوص في إنشاء قاعدة اقتصادية صلبة، مذكرا في هذا الصدد بلقاء الثلاثية المزمع عقده شهر سبتمبر المقبل، الذي من شانه أن يسهم في تدعيم الاقتصاد الوطني. ومن هذا الباب، أوضح السيد سلال أن الشغل الشاغل للحكومة يبقى بناء اقتصاد متنوع خارج المحروقات، مشددا على ضرورة استرجاع القاعدة الصناعية لتقليص الواردات؛ باعتبار أن الاقتصاد العالمي يرتكز اليوم على القدرة على التصدير. وأضاف في هذا السياق أنه سيتم إدراج العديد من الإجراءات في قانون المالية التكميلي لسنة 2013، لتشجيع المستثمرين، لاسيما المحليين منهم. وفي المقابل، أشار إلى أن "الحل الوحيد" لبعث الاستثمار يكمن "في إنشاء وحدات إنتاجية، لتمكين البلاد من استرجاع قاعدتها الصناعية"، مضيفا أن ذلك يبقى الهدف الذي تسعى إليه الحكومة، والذي سيتم تحقيقه قريبا. انطلاق عملية تسليم دفتر الأعباء الخاص بالجيل الثالث للهاتف النقال ومن جهة أخرى، أعلن الوزير الأول أن عملية تسليم دفتر الأعباء الخاص بإطلاق خدمة الجيل الثالث من الهاتف النقال، قد انطلقت أول أمس الخميس، وأن تجسيد العملية سيتم خلال ثلاثة أشهر. وكان تاريخ إطلاق خدمة الهاتف النقال من الجيل الثالث، قد تم تأجيله عدة مرات، وهو التأخر الذي تم ربطه في الكثير من الأحيان بتأجيل شراء متعامل الهاتف النقال "جازي"، حيث بررت السلطات العمومية هذا التأخر ب "الحفاظ على المنفعة العامة" من منطلق عدم حرمان هذا المتعامل - الذي يتوفر على أزيد من 17 مليون مشترك - من سوق الجيل الثالث. يُذكر أن خدمة هاتف الجيل الثالث من شأنها أن تضمن أفضل الخدمات، من خلال وضع حد نهائي للمشاكل المتعلقة برداءة الصوت وتدفق الإنترنيت، وللانقطاعات التي تشهدها الشبكة باستمرار. وإذ استمع السيد سلال إلى انشغالات ممثلي المجتمع المدني، التي تمحورت بالخصوص حول التشغيل، الصحة والسكن، فقد أكد استعداد الحكومة للاستجابة لاحتياجات المواطنين، معلنا في هذا السياق عن برنامج تنموي إضافي لفائدة هذه المنطقة، موجه أساسا لقطاعات الصناعة والتكوين والصحة. فبخصوص الهياكل الجامعية والتكوينية الجديدة، كشف السيد سلال عن مشروع إنجاز "عما قريب" بالميلية، مدرسة وطنية عليا للتعدين تتسع ل1000 مقعد بيداغوجي، وإقامة جامعية ب 500 سرير، بغلاف مالي يقدَّر ب58 مليون دج، في حين ستستفيد بلدية العوانة قريبا من كلية للطب ومركز استشفائي جامعي، فيما ستتدعم كل من جيجل والعوانة بثانويتين جديدتين. وفي مجال المنشآت الصحية، أعلن الوزير الأول عن مشروع استحداث مصلحة لعلاج السرطان بمستشفى جيجل، بغلاف مالي قدره 50 مليون دج، إلى جانب تجهيز مؤسسات استشفائية بكل من الطاهير والميلية وجيجل، بعتاد خاص بالأشعة. كما يُرتقب برمجة مشروع ترامواي يربط بين العوانة - جيجل وتاسوست، بغلاف مالي قدره 65 مليون دج، إلى جانب إنجاز طرق بلدية ب 2 مليون دج، إضافة إلى إنجاز ممر سفلي للمركبات بجيجل ب 100 مليون د.ج، وآخر بالميلية ب5 ملايين دج وكذا طريق على مسافة 18 كلم بأولاد رابح، بتكلفة تقدَّر ب 250 مليون دج. أما في مجال السكن فسيتم تحديد المرشحين للاستفادة من 5 آلاف وحدة إضافية مسجلة في إطار البرنامج التنموي الإضافي لفائدة بلدية جيجل من قبل المجلس الشعبي البلدي والولاية، وتتضمن مختلف الصيغ (اجتماعي - ترقوي وريفي)، إلى جانب إنجاز 5 مركّبات رياضية جوارية وبيت للشباب، مسجلة كذلك برسم هذا البرنامج التنموي الإضافي.