تتواصل فعاليات ليالي مهرجان جميلة العربي في طبعته التاسعة، حيث عرفت السهرة الثالثة إقبالا منقطع النظير للعائلات القادمة من مختلف ربوع الوطن التي برهنت مرة أخرى تمسّكها بالفرح والحبور، وكانت على موعد مع أحد نجوم الأغنية العراقية، الفنان رضا العبد الله، بعد غياب خمس سنوات عن المهرجان، فالتقى بعشّاقه ليلة أوّل أمس وبجعبته هدية إلى الشعب الجزائري بصفة عامة والسطايفي بصفة خاصة بمناسبة احتفالاته بالذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية. الهدية كانت أجمل وأحلى ما يمكن تقديمه للجمهور الحاضر وهي أغنية ”البيت بيتي” من كلماته وتلحينه، كتبها خصيصا لمهرجان جميلة، تتغنى بالجزائر وبطولاتها وبمدينة سطيف ومهرجانها، الذي منحه التأشيرة للدخول إلى الجزائر، ليسافر بعدها بالحضور إلى البلد الجريح، حيث غنى لوطنه العراق وما يعانيه من ويلات الحرب والطائفية، كما أطرب عشاقه بباقة من رصيده الفني على غرار أغنية ”الملح والزاد”، وأغان من ألبومه ”ظالم وبعدك حبيبي” و«موال جراح العراق” و«مزين قلبك” و«طالعة من بيت أبوها” وغيرها من الأغاني التي تجاوب معها الحضور الذي راح يردّد معه جميع أغانيه. ليعتلي بعده الركح نصر الدين قاليز الذي أمتع الجمهور بأغان خاصة منها ”واش اداني”، ”الحق اسمو الحق”، ”البارح كان في عمري عشرين” وغيرها. الفنانة الجزائرية، زكية محمد، هي الأخرى كانت نجمة من نجوم ليالي جميلة، واستطاعت أن تطرب عشّاقها بمجموعة من أغانيها على غرار أغنية ”مازال عالية وتعلى”، ”في يوم وليلة” للراحلة وردة الجزائرية و«الشاي لله ياناس نايل” التي أطربت بها الجمهور. ودوى بعدها البندير بالركح السطايفي على صوت ابن الهضاب، المطرب سمير السطايفي، الذي هزّ الساحة بأغانيه المميّزة، جعلت الجمهور الحاضر يتفاعل معها بالتصفيق والرقص، على غرار أغنية ”مول الشاش”، ”خاتم صبعي”، ”راكب لزرق” وغيرها، وانتهى الحفل على وقع أنغام المطرب زينو الذي تفاعل معه الجمهور كثيرا وانتظره إلى ساعات متأخرة من السهرة بدءا من ”عندي وحدة يسموها لالة” وغيرها. وفي سياق متّصل، أوضح الفنان العراقي رضا عبد الله، خلال ندوة صحفية، عقدها بفندق سيتيفيس على هامش مشاركته في مهرجان جميلة العربي، أنّ صمت الفنانين العرب تجاه الأوضاع الأمنية التي تعيشها العديد من الدول العربية راجع لمحاولة كبريات المحطات التلفزيونية العربية تكميم أفواه الفنانين الذين يريدون التعبير عن أحاسيسهم ومشاعرهم تجاه ما يحدث، واتّهم هذه القنوات بمنع بث العديد من الأغاني التي تساند الشرعية وتعد بمثابة رسائل إلى الأنظمة والشعوب العربية، وأضاف الفنان أنه من بين ضحايا هذه المحطات التلفزيونية، على اعتبار أنّه أنجز مؤخرا عملا توعويا له صلة بالحرب الطائفية التي تشهدها العراق لكنه قوبل برفض البث. ليتحدث بعدها بحسرة عن الواقع المرير الذي يزداد سوءا وتعفنا من سنة إلى أخرى في الوطن العربي، وقال إنّ العشرية السوداء التي مرّ بها الشعب الجزائري كانت كفيلة بإعطاء الدروس، وأضاف رضا العبد الله أنّه مستعد للسفر لأقصى نقطة في العالم وعلى حسابه الخاص لكتابة وتلحين وتقديم عمل فني من أجل الوطن العربي، لأنه سيكون لا محالة بصمة في مشواره الفني. أمّا عن جديده في الساحة الفنية وعمله مع فنانين جزائريين، كشف ضيف جميلة أنّه بصدد وضع آخر اللمسات على عمل تلفزيوني، تمّ تصويره بإحدى دول البلقان، بالإضافة إلى عمل فني جديد يعد دعما للعراق وكردستان، وهو العمل الذي لقي نجاحا وصدى كبيرا في الساحة الفنية العراقية، أما عن إمكانية تقديمه عملا ثنائيا مع أحد الفنانين الجزائريين مستقبلا، أكّد الفنان رضا العبد الله، أن ذلك ليس بالبعيد، نتيجة تأثره الشديد بالفنانين الجزائريين وعلى رأسهم الفنان القدير رابح درياسة الذي قال إنّ أوّل أغنية له بلهجة جزائرية ستكون للفنان رابح درياسة الذي قال عنه إنه معجب به كثيرا.