كشف مدير توزيع مياه الشرب بوزارة الموارد المائية، السيد مسعود تيرى، أمس، عن تسجيل ارتفاع في الطلب على مياه الشرب منذ بداية موسم الاصطياف بنسبة 10 بالمائة، مؤكدا أن الجزائرية للمياه ومؤسسات التسيير المفوضة لإنتاج وتطهير المياه تمكنت من توفير طلبات السكان بالاعتماد على حجم المياه المخزنة عبر السدود والتي بلغ احتياطها أكثر من 5 ملايير متر مكعب، وبخصوص اضطرابات التوزيع المسجلة بالولايات الشرقية فقد أرجعها المسؤول إلى نقص منسوب السدود مما دفع باللجنة المنصبة لمتابعة عملية تزويد السكان بمياه الشرب إلى تخصيص شاحنات بصهاريج لتموين السكان يوميا. بتوجيه من وزير الموارد المائية نشط كل من مدير توزيع مياه الشرب والمدير العام للجزائرية للمياه، السيد عبد الكريم مشية، ندوة صحفية، أمس، للكشف عن عملية تزويد السكان بمياه الشرب خلال موسم الاصطياف، والتي وصفاها بالجيدة بعد استفادة 20,5 مليون مواطن من 3,6 ملايين متر مكعب يوميا، 22 بالمائة منهم استفادوا من المياه على مدار الساعة و34 بالمائة استفادوا من التوزيع اليومي و24 بالمائة كان توزيع المياه بالنسبة لهم بحصة يوم بيومين و14 بالمائة توزيع يوم بثلاثة أيام. وأرجع السيد تيرى تحسين عملية تزويد المواطنين بمياه الشرب إلى ارتفاع منسوب السدود في الفترة الأخيرة التي وصل الاحتياطي بها إلى 5 ملايير متر مكعب بعد أن كان السنة الفارطة 4,7 ملايير متر مكعب، كما سجل هذه السنة ارتفاع في منسوب المياه الجوفية مما جعل الوزارة تفكر في توقيف الضخ عبر بعض الآبار الرئيسية لتخزن للسنوات المقبلة. وفي رد ممثل الوزارة عن انشغال المواطنين بخصوص نوعية المياه، أكد تسجيل ارتفاع في نسبة ملوحة المياه الجوفية، غير أن ذلك ليس مضرا بالصحة وعليه تم تسجيل 9 مشاريع لإنجاز محطات لنزع الملوحة من المياه الجوفية بالجنوب بطاقة إنتاجية تزيد عن المليون متر مكعب في اليوم، في حين تحضر الوزارة لمرسوم تنفيذي يخص تخفيض نسبة الكلور في الماء إلى 0,1 غرام في اللتر. من جهة أخرى تحدث السيد تيرى عن مشروع صيانة وترميم شبكات توزيع المياه عبر 44 مدينة للحد من التسربات وتحسين نوعية الخدمات المقدمة، منها 20 مشروعا انتهت الدراسات بها و17 مشروعا في مرحلة الانجاز، ويتوقع انطلاق الأشغال ب10 مدن في أقرب وقت، مع العلم أن طول شبكات توزيع المياه بلغ 105 آلاف كيلومتر في الوقت الحالي مقابل 55 ألف كلم في 1999. وبخصوص تأخر عملية التدخل لإصلاح الأعطاب، أشار المدير العام للجزائرية للمياه، السيد مشية عبد الكريم، إلى تسخير 441 فرقة للتدخل و231 لحاما والمئات من شاحنات الصهاريج وأخرى لضخ المياه، وهو ما ساهم في إصلاح 1136 تسربا للمياه مس قنوات توزيع المياه و8070 تسربا في الشبكات الرئيسية و6778 تسربا في الربط بين المساكن وشبكات التوزيع، مشيرا إلى أن تأخر وصول فرق الصيانة إلى موقع العطب راجع في العديد من المرات إلى عدم تحديد العنوان جيدا من طرف المواطن.وعن أولويات الوزارة بخصوص الخمس سنوات المقبلة أشار السيد تيرى إلى الاهتمام أكثر بعملية مكافحة التسربات والربط العشوائي بشبكات توزيع المياه، تحسين نوعية المياه، إيصال المياه إلى كل المناطق المعزولة، مع العلم أن وزارة الموارد المائية خصصت منذ بداية سنة 2000 ما يزيد عن 20 ألف مليار دج لإطلاق عدة مشاريع قاعدية كإنجاز عدد إضافي من السدود ومحطات لتحلية مياه البحر مع صيانة محطات التطهير. أما فيما يخص اضطرابات التزود بمياه الشرب بالنسبة لبلدية قصر البخاري، فأكد السيد مشية أنها تعود إلى عطب بفعل فاعل بالقناة الرئيسية على مستوى منطقة بني هار بولاية الجلفة، وقد تعرض أعوان الصيانة إلى الضرب والجرح العمدي من قبل سكان المنطقة الذين رفضوا السماح بفتح أشغال الصيانة ليتم الاتصال بفرقة الدرك الوطني التابعة إقليميا للمنطقة لكن لغاية الآن لم يتم تسخير القوة العمومية للتدخل وحماية أعوان الصيانة لإتمام عملهم، بالمقابل تم تخصيص عدد من شاحنات الصهاريج لتموين السكان بمياه الشرب. ويذكر أن الجزائرية للمياه تتكفل بتموين 20,5 مليون مشترك فيما تتكفل شركات التسيير المفوض للمياه وعددها أربعة، بتموين 9 ملايين مشترك والبقية تابعة لتسيير السلطات المحلية، علما أن 95 بالمائة يتسفيدون اليوم من ماء الشرب.