قرر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني في اجتماعه، أمس، استدعاء أعضاء اللجنة المركزية إلى الدورة الاستثنائية ليومي 29 و30 أوت الجاري، بفندق الرياض بالعاصمة، لانتخاب أمين عام جديد للحزب خلفا لعبد العزيز بلخادم الذي تمت تنحيته في جانفي الماضي. يأتي هذا في ظل الأمر الواقع الذي فرضه على الجميع، العضو القيادي أحمد بومهدي رئيس مكتب الدورة السادسة للجنة المركزية، الذي كان أعلن، الأربعاء المنصرم، عن حصول الحزب على ترخيص من وزارة الداخلية والجماعات المحلية وكذا ولاية الجزائر، لعقد دورة اللجنة المركزية في 29 و30 أوت الجاري، الأمر الذي فاجأ المنسق العام للحزب السيد عبد الرحمان بلعياط، الذي لم يتوان في استدعاء اللجنة المركزية لدورة استثنائية في شهر أوت الجاري، محذرا جميع مناضلي الحزب وقياداته، مما أسماه "شبح التفرقة وتقسيم الحزب ومخاطر المغامرة التي تعرف بدايتها، ولا يستطيع أحد التنبؤ والتحكم في مسارها ومنتهاها..."، واعتبر ما قام به بومهدي بالتحضير للقاء خارجا عن النظم والإجراءات التشريعية والتنظيمية للحزب، ولا سيما المادة 09 من القانون الداخلي للجنة المركزية التي تعطي صلاحية استدعاء اللجنة المركزية لمنسق المكتب السياسي دون سواه. غير أن تصريح وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلية، من المسيلة والذي أكد فيه منح الترخيص لعقد دورة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني في التاريخ الذي يحدده الحزب، بعد أن تم التأكد من قانونية الطلب الذي تم تقديمه لهذا الغرض، وضع المنسق العام للحزب أمام الأمر الواقع، ودفعه إلى عقد اجتماع المكتب السياسي، لبحث هذه التطورات "المفاجئة"، ومن ثمة الإعلان عن الموقف الذي ينتظر أن يجنب "الأفلان" الدخول في صراع جديد، بعد سلسلة الصراعات التي أنهكته منذ بداية أزمته مع إبعاد الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي تمت إزاحته بالصندوق في 31 جانفي الماضي. وحسب البيان الذي خرج به اجتماع المكتب السياسي، أمس، والذي غاب عنه عدد من الأعضاء على غرار ليلى الطيب، محمد عليوي، حبيبة بهلول وعبد القادر زحالي، فإن هذا اللقاء الذي تمت برمجته من قبل المكتب السياسي في 3 أوت الجاري، يأتي "بعد المشاورات الواسعة مع الجهات المعنية قصد توفير الشروط الملائمة". وأوضح البيان الموقع من قبل المنسق العام عبد الرحمان بلعياط بأن اجتماع الدورة الاستثنائية للجنة المركزية للحزب المقرر نهاية الشهر الجاري سيتم خلاله انتخاب أمين عام للحزب، مشيرا إلى تكليف المكتب لرئيسه بإرسال الدعوات واتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بنجاح أشغال هذه الدورة. وفي ظل دعوة المنسق العام للحزب الموازية للمسعى الذي بادر به بومهدي وأنصاره المتهمون داخل الحزب بالعمل لصالح شخص معين، وهو عمار سعيداني، وفرضه كخليفة لبلخادم، تبقى حاجة الحزب العتيد إلى الاستقرار التام في هذه المرحلة الحاسمة من الحياة السياسية أكثر من ضرورة نظرا للاستحقاقات السياسية المنتظرة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في أفريل 2014، وهذا وفقا لآراء العديد من قيادات الحزب، التي تعتبر بأن مدة 6 أشهر التي مرت على الحزب من دون أمين عام، تعد فترة طويلة وأنه حان الوقت لانعقاد هذه الدورة للجنة المركزية والتي سينحصر جدول أعمالها في نقطة واحدة هي انتخاب الأمين العام الجديد.