يعاني العديد من الأشخاص من حساسية جلدية، خاصة في فصل الصيف، تظهر على شكل تهيجات، احمرار وبثور قد يكون سببها الأول الملابس ذات الألياف الصناعية التي تحتوي على بعض الكيماويات والمواد غير الطبيعية، وهو ما يعتبر عاملا أساسيا في الإصابة بالتهيج الجلدي، وهنا يشير الخبراء إلى أن أفضل أنواع الملابس، خاصة الداخلية منها، تلك التي تصنع من المنسوجات القطنية. قد يزداد الطلب على الألبسة المصنعة من ألياف غير طبيعية لأسعارها المنخفضة، وفي محاولة “المساء” معرفة آراء بعض المواطنين في هذا الموضوع، كانت لها جولة استطلاعية إلى بعض محلات بيع الألبسة الجاهزة بالعاصمة، أين كان لها لقاء مع السيدة لويزة، ربة بيت وأم لتوأم، حيث قالت: “أحاول عند شراء الألبسة، خاصة بالنسبة لأطفالي، اختيار الموديلات التي تحتوي على أعلى نسبة من القطن والكتان، لأنها تمتص العرق وتسمح بتهوية الجلد، كما توفر الراحة للطفل وتسمح له بالحركة بحرية، خاصة بالنسبة للألبسة الداخلية. من جهتها، تقول نزيهة؛ إنها أصيبت بحساسية جلدية بسبب لباس يحتوي على مادة “النيلون”، ومن وقتها حذرها أخصائي الأمراض الجلدية من ارتداء ألبسة بأقمشة غير طبيعية، وأرشدها إلى اختيار تلك التي تحتوي على الألياف القطنية بأعلى نسب ممكنة. وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة بنونة؛ من المستحسن اختيار الملابس ذات الألياف القطنية لأنها الأفضل بالنسبة للجلد، كونها ناعمة على البشرة ولا تسبب الحكة أو الحساسية، كما تحافظ على درجة حرارة الجسم وتمتص العرق، وهي متينة تؤمّن سهولة الحركة، المرونة والراحة. وتشير الدكتورة إلى أن بعض المصانع النسيجية تحاول الحصول على منتج نهائي من نسيج جيد يشمل خصائص من الألياف الطبيعية والصناعية، كالحصول على نسيج مكون من القطن مع “البوليستر” أو أي نوع آخر، لتقليل مخاطر هذه المنسوجات عن طريق الخلط بين الأنواع المختلفة من الخامات الطبيعية والصناعية، للجمع بين مزايا كل منها وتقليل عيوبهما، وتختلف عوامل نسبة الخلط بين المادتين من منطقة إلى أخرى، فالمناطق الساحلية في الجزائر، مثلا، تتميز بارتفاع درجتي الرطوبة والحرارة في فصل الصيف، لذا يجب أن تكون أقمشتها جيدة التهوية وقابلة لامتصاص العرق وتحمي من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. كما قد تلجأ بعض الشركات المصنعة لهذه الملابس إلى إضافة بعض الكيماويات، وهو ما يؤدي إلى تهيج الجلد، لذلك ينصح بغسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها لأنها قد تسبب حساسية وبقعا جلدية، بفعل احتواء منسوجاتها على مواد كيماوية، كالاصبغة والملطفات التي يمكن أن تؤدي إلى تهيج الجلد؛ ومنه الإكزيما التي تحتاج في علاجها إلى مضادات الحساسية. وتشير الدكتورة إلى أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للتهيجات الجلدية خلال فصل الصيف، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ورطوبة الطقس، وأوضحت سبب ذلك بقولها: “تتسم مسام الجلد لدى الأطفال الصغار والرضع، بصفة خاصة، بصغر حجمها لدرجة أنها قد تصاب بالانسداد بسهولة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة العرق خلال هذا الفصل”. وأردفت؛ “تتسبب الملابس أيضا في تحفيز إصابة الطفل ببثور واحمرار، فبارتدائه لملابس ثقيلة أو ضيقة ك«النايلون” و«البوليستر” في ظل درجات حرارة عالية، فإنه سريعا ما يتهيج جلده الذي تظهر عليه أعراضه في صورة بثور صغيرة تتسبب في إصابته بالحكة”، وتوصي الدكتورة بارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة خلال فصل الصيف، تساعد على انعكاس الضوء، لأن الألوان القاتمة، مثل الأسود والأزرق القاتم، يمكنها أن تمتص الضوء وتحوله إلى طاقة حرارية في الجسم، تسبب له الحكة”.