دعا سكان بلدية الرياس حميدو، السلطات المحلية إلى التدخل قصد تحويل مصنع الإسمنت إلى إحدى المناطق الصناعية المتواجدة عبر البلديات الأخرى، للحد من الأخطار المترتبة عن مصنع الإسمنت الواقع بالطريق الوطني رقم 11 بمدخل البلدية، والذي تسبب في مشاكل صحية كبيرة للسكان المجاورين. وأشار عدد من سكان الرايس حميدو ل «المساء»، خاصة الذين يعانون من أمراض صدرية وتنفسية، إلى الأثار السلبية لهذا المصنع الذي تسبب في تدهور الوضع الصحي للعديد من العائلات، حيث أصيب أغلبهم بأمراض مزمنة، على غرار الربو، الحساسية وأمراض تنفسية أخرى. وحسبهم، فإن فئة الأطفال هي الأكثر تضررا وعرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة التي تتطلب إخضاعهم لمعالجة طبية دائمة، حيث أن شخصا من بين اثنين مصاب بأمراض مزمنة نتيجة لغبار المصنع المنتشر بإقليم البلدية، والذي فرض على ربات البيوت عدم فتح النوافذ، مما يؤدي إلى حالات اختناق داخل البيت، ويزيد من تدهور الأوضاع الصحية، إضافة إلى الأصوات المزعجة للشاحنات التي تقصد المصنع بغرض شحن المنتوج. وأضاف المشتكون أن طلبات نقل المصنع إلى منطقة أخرى لم تجد نفعا، وأنهم لم يتلقوا أي رد أو مبادرة إيجابية لحد الآن، آملين أن تلتفت السلطات إلى وضعيتهم ووضعية أطفالهم الصحية، من أجل إيجاد حل جذري لهذا المشكل. وللاستفسار أكثر عن سبب إبقاء هذا المصنع بالمنطقة، اتصلنا بنائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الرايس حميدو، الذي أشار إلى أنه من غير الممكن غلق المصنع باعتباره مصدر رزق مئات العمال، فضلا عن الأزمات التي واجهها المصنع خلال السنوات الماضية، والتي تطلبت إعادة تهيئته، مؤكدا أنه تم تزويد المصنع بمصفاة جديدة، للتخفيف من الخطر الذي يهدد صحة سكان المنطقة.