يقوم اليوم وزير تهيئة الإقليم والبيئة شريف رحماني بزيارة عمل وتفقد إلى مصنع الاسمنت بمفتاح بولاية البليدة للإشراف على تدشين نظام التصفية جديد للمصنع وبمعايير دقيقة لامتصاص الغبار المنبعث منه، وذلك باستبدال آلات التصفية القديمة بآلات متطورة لتصفية الغازات المنبعثة من المصنع وامتصاص المواد السامة بطرق تقنية حديثة وتعويض المصفاة الحالية التي يتم تشغيلها في حالات معينة فقط. بعد معاناة دامت سنوات مع المصفاة القديمة وفائدة هذا النظام التصفية الجديد هو الحد من انبعاث الغازات والأتربة والملوثات من المصنع وتصفيتها من الشوائب التي تؤدي بالضرر على البيئة وعلى الصحة العمومية للأفراد مما سيخلص المواطنين من الغبار والأتربة المندفعة من المصنع التي تسببت في الأمراض التنفسية وهلاك المحاصيل الزراعية، ويطرح مركب الإسمنت لمفتاح يوميا كميات كبيرة من الغبار في الهواء ، الذي يتناثر في مختلف المدن و الأراضي الفلاحية حسب اتجاه الرياح. و هي الوضعية التي زادت من تعقيد الحالة الصحية لسكان المنطقة ، و التي تسجل مستويات مرتفعة للإصابات بالأمراض الصدرية و الحساسية خاصة الأطفال منهم و المولودين الجدد الذين يولدون بأمراض صدرية على غرار الربو و الحساسية. ودق الأطباء المختصون في الأمراض الصدرية ناقوس الخطر بسبب التزايد المذهل في عدد المصابين بأمراض الربو والحساسية في وسط السكان المحاذين لمصنع الإسمنت الموجود بالمنطقة، نتيجة الغبار الكثيف المنبعث منه يوميا، بالإضافة إلى الآثار النفسية الكبيرة المنجرة عن الاستعمال المتكرر للمتفجرات في الجبال المحاذية للمصنع لاستخراج المادة الأولية لصناعة الإسمنت وللتذكير تم إنجاز مصنع الإسمنت بمفتاح (البليدة) في فترة السبعينات وذلك طبقا للمقاييس المعمول بها في بناء المصانع أهمها اختيار مكان بعيد عن التجمعات السكانية ومع الكثافة السكانية التي عرفتها بلدية مفتاح (البليدة) في فترة الثمانينات، اتخذت إجراءات في إطار حماية البيئة من مخلفات هذا المصنع الذي أضحى يهدد صحة سكان المنطقة والأراضي الفلاحية لمنطقة المتيجة.