زكّى أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أول أمس بالأوراسي، عمار سعداني أمينا عاما جديدا للحزب، وذلك في الدورة السادسة المستأنَفة التي جاء انعقادها بعد مخاض عسير ناتج عن صراع الأجنحة داخل الحزب. وتَعهّد سعداني الذي يخلف على رأس الأمانة العامة للحزب عبد العزيز بلخادم، الذي تم سحب الثقة منه في 31 جانفي الماضي، بالعمل على إنهاء الفرقة ولمّ شمل أبناء الحزب، وتركيز جهوده على خدمة الاستقرار والتنمية في البلاد. فبعد تلقّيهم رخصة ثانية من ولاية الجزائر لاستكمال دورتهم المفتوحة بفندق الأوراسي بالعاصمة، تبعا لصدور حكم المحكمة الإدارية لبئر مراد رايس برفض دعوى المعترضين عليها من حيث الموضوع، التحق أعضاء اللجنة المركزية الذين أيّدوا قرار عقد الدورة بقاعة المؤتمرات بداية من الساعة العاشرة والنصف من صباح أول أمس الخميس، وانتظروا إلى غاية الساعة الحادية عشرة والربع بعد التحاق آخر الوافدين، للشروع في أشغال الجلسة التي ترأّسها رئيس مكتب الدورة السيد أحمد بومهدي، إلى جانب كل من ليلى الطيب بصفتها العضو الأكبر سنا وعبد القادر زحالي باعتباره الأصغر سنا ضمن أعضاء اللجنة المركزية، فيما تم الإعلان عن جدول أعمال الدورة، الذي تضمّن نقطة واحدة، تمثلت في انتخاب الأمين العام الجديد للحزب، مع تأكيد توفر النصاب لعقدها بمشاركة 264 عضوا، منهم 13 بالوكالات، فيما تغيّب عن اللقاء 15 عضوا من غير مبرر، حسبما أعلن عنه السيد بومهدي. ووفقا لما تمليه التنظيمات المعمول بها في تسيير الأشغال، تم في مستهل الجلسة تشكيل لجنة الترشيحات التي ضمت 18 عضوا برئاسة سعيد بدعيدة. وتخلّل سير أعمالها تدخّل رئيس مكتب الدورة مجددا، ليعلن عن التحاق أعضاء آخرين بالقاعة، وارتفاع عدد المشاركين إلى 273 عضوا من أصل 340 عضوا تضمّهم اللجنة المركزية للحزب. وعلى غير العادة، فتحت لجنة الترشيحات باب الترشح لمنصب الأمين العام بطريقة علنية، ليقف السيناتور مدني حود أمام الملأ ويعلن اقتراح ترشيح رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعداني لتولّي منصب قيادة الأمانة العامة للحزب، فيما تدخّل عضو اللجنة المركزية مصطفى معزوزي، الذي بدا متأثرا كثيرا بما يحدث للحزب العتيد من فوق المنصة، ليعلن، من جهته، عن سحب ترشحه لهذا المنصب، معلّلا قراره حرصه على وحدة صف الحزب وانسجامه، الأمر الذي فتح المجال للسيد سعداني، الذي بقي المرشح الوحيد لاعتلاء قيادة العتيد، وتمت تزكيته بالإجماع من قبل أعضاء اللجنة المركزية برفع الأيدي. وحسمت تزكية سعداني البالغ من العمر 63 سنة، مصير الدورة السادسة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، والتي بقيت مفتوحة منذ سحب الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم قبل 7 أشهر، واستكملت أشغال جلستها المستأنفة في الفترة المسائية باجتماع كان يُرتقب فيه تشكيل هياكل الحزب، فيما تعهّد الأمين العام الجديد للحزب في كلمة مقتضبة، حيّى فيها أعضاء اللجنة على منحه ثقتهم، بالعمل على رصّ صفوف الحزب وجمع شمله وكلمة أبنائه؛ خدمةً للمصلحة العليا للحزب والوطن، في حين اعترف السيد سعداني بثقل المسؤولية التي حمّله إياها زملاؤه في الحزب، وأكد عزمه على دعم جهود الصلح بين الفرقاء داخل الحزب، لافتا الانتباه إلى أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تستدعي التئام أبناء الأفلان لإعادة القوة إلى هذا الحزب، الذي يمثل الأغلبية في الحكومة والمجالس الشعبية، ويعوَّل عليه كثيرا في تنمية البلاد واستقرارها وحماية مؤسساتها. وفيما كان مقررا تشكيل المكتب السياسي للحزب في الاجتماع المسائي للجنة المركزية، فضّل الأمين العام الجديد إرجاء هذه المهمة إلى وقت لاحق، مشيرا إلى أنه بعد مشاورات مع أعضاء في اللجنة، تَقرر تأجيل الكشف عن تشكيلة هذا المكتب إلى الدورة القادمة، داعيا، بالمناسبة، أعضاء اللجنة المركزية إلى إعطاء صورة واضحة عن سير فعاليات الدورة السادسة المستأنفة لمناضلي الحزب على مستوى القاعدة، مع تأكيده على ضرورة نشر أخلاق التصالح والتسامح لتوحيد صفوف الأفلان.