أصدر مجلس الدولة قرارا يقضي بإلغاء قرار الداخلية القاضي بالترخيص بعقد دورة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني التي من المقرر أن تعقد اليوم بفندق الأوراسي، وبالمقابل، فإن أحمد بومهدي ما يزال متمسكا بعقد هذه الدورة التي يراها شرعية من أجل انتخاب أمين عام جديد خلفا لعبد العزيز بلخادم الذي سحبت منه الثقة في الدورة السادسة للجنة المنعقدة نهاية جانفي الفارط. رغم الجدل السياسي والإعلامي والقانوني الذي أحاط بظروف التحضير لهذه الدورة إلا أنها في رأي المتتبعين ستكون محطة حاسمة من شأنها طي صفحة الأزمة التي يشهدها الحزب العتيد منذ المؤتمر التاسع. تتجه اليوم كثير من الأنظار صوب فندق الأوراسي الذي يحتضن أشغال الدورة الاستثنائية للجنة المركزية للحزب العتيد التي طال انتظارها ما يقارب 7 أشهر من الزمن، فلم يكن من السهل في ظل التجاذبات والخلافات بين قياداته التي تشتت بين »تقويميين« و»مركزيين« و»موالين للأمين العام الأسبق« الوصول إلى توافق لجمع أعضاء أعلى هيئة بين مؤتمرين والعمل على إعادة ترتيب البيت العتيد وانتخاب أمين عام جديد، خاصة بعدما تنازع الشرعية لاستدعاء اللجنة منسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط من جهة ومكتب الدورة السادسة التي عرفت سحب الثقة من بلخادم من جهة ثانية. ولعلّ النقطة الأهم في جدول أعمال الدورة الاستثنائية للجنة المركزية هي تنصيب لجنة الترشيحات لاستقبال طلبات الترشح لمنصب الأمين العام لحزب الأغلبية والذهاب إلى الصندوق لحسم المعركة بين الطامحين لقيادة الأفلان، تماما كما حدث نهاية جانفي الفارط عندما قدّم الحزب العتيد صورة فريدة في الممارسة الديمقراطية في الجزائر عندما أقدم الأمين العام الأسبق عبد العزيز بلخادم على وضع عهدته على رأس الحزب في الميزان من خلال اقتراع سري لتثبيت أو حجب الثقة عنه نزولا عند رغبة معارضيه ووضع حد لتمرّد بعض القيادات التي تخندقت فيما اصطلح على تسميته »حركة التقويم والتأصيل« تعبيرا عن رفضها للقيادات المنبثقة عن المؤتمر التاسع المنعقد في أفريل 2010 وهي الحركة التي كانت متبوعة بعد سنتين بموجة غضب جديدة من قبل بعض أعضاء اللجنة المركزية احتجاجا على قوائم الترشيحات للانتخابات التشريعية الأخيرة في ماي .2012 ومن المنتظر أن يتنافس أكثر من مرشح لخلافة عبد العزيز بلخادم على رأس الحزب العتيد، حيث بادر عدد من القيادات لإعلان ترشحهم للمنصب على غرار المجاهد وعضو المكتب السياسي الأسبق السعيد بوحجة، المجاهد مصطفى معزوزي، عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي الحالي وعمار سعداني الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني.