صدر للكاتب والشاعر حبيب تنغور نص مسرحي بعنوان: “أسر باهت” عن دار أبيك، تناول فيه الذكريات الأليمة لسنوات التسعينيات التي مرت بها الجزائر؛ من خلال إبراز حياة زوج مهدد بتعرضه لهجوم إرهابي محدق. وتناول حبيب تنغور في نصه المسرحي “أسر باهت”، قصة جوهرة وميلود زوج بدون أطفال، استقبلا في بيتهما شابة هربت من أسرها في الجبل من دون معرفة أي معلومات عنها، وبالأخص بحْثَ الإرهابيين عنها في كل مكان واستعدادهم للقيام بهجوم على القرية التي يقطن بها الزوج، في محاولة منهم لاستعادتها. ومن خلال الحوار بين الشخصيتين الرئيسيتين في هذا العمل تطرق الكاتب لعدة حقائق اجتماعية في تلك الفترة العصيبة، مثل تأثير الخطاب الديني المتعصب على أذهان الناس كخطاب الإمام المتعصب شيخ بوعزة، الذي استطاع أن يؤثر سلبا على ميلود، أو الصدمات الرهيبة المتعلقة بثورة التحرير، والتي ماتزال راكنة بثبات في ذاكرة جوهرة القاتلة. وهكذا يشهد القارئ على عذاب ميلود الطويل، والذي يأخذ به إلى حافة الجنون، ويكتشف في نفس الوقت رغبة الأمومة الشديدة لجوهرة التي تدفع بها إلى التضحية بكل ما تستطيع لكي تحمي الفتاة التي تعتقد أنها هبة ربانية طالما انتظرتها. واختار الكاتب في نصه المسرحي هذا من 37 صفحة، ألا يقدم الكلمة للضحية وألا يسمح لها بالظهور؛ ربما كاختيار جمالي منه لمضاعفة التوتر الدرامي للمسرحية. وفي هذا السياق اعتبر الكاتب أن عدم منحه الكلمة للضحية في عمله لا يُنقص من فجاعة الموضوع حول الألم الكبير الذي عاشه الشعب الجزائري في تلك المرحلة، مضيفا أن نصه المسرحي يدخل في باب تسجيل الذاكرة. وسيعرض نص “أسر باهت” النور على خشبة المسرح باللغتين العربية والفرنسية من طرف فرقة “الموجة”من مستغانم، تحت إدارة جيلالي بوجمعة. كما أعقب صدور النص المسرحي “أسر باهت” صدور نص آخر بعنوان “مرتجل تقديت” بالأسلوب المسرحي “الحلقة”، والذي كُتب تكريما للمخرج المسرحي الراحل ولد عبد الرحمن كاكي، وتناول فيها الكاتب كفاح المسرحيين الجزائريين إبان الاستعمار الفرنسي؛ من خلال الحوار بين مخرج مسرحي وممثليه في ساحة من ساحات مستغانم مسقط رأس كاكي. ويدخل هذان النصان في مجموعة النصوص المسرحية لدار “أبيك” بعنوان: “مسرح”، التي أنشئت بغرض تقديم مساحة للمسرحيين للتعبير عن هذا الفن الرابع الأصيل، خاصة أمام العدد الغزير للمسرحيات التي تُعرض في السنوات الأخيرة. للإشارة، حبيب تنغور كاتب جزائري وُلد بمتسغانم سنة 1947، صدرت له العديد من المؤلفات في الأدب والشعر والنصوص المسرحية والدراسات. درس في باريس بعد أن غادرها رفقة عائلته بسبب تعرض والده المكافح لأجل القضية الوطنية، لمضايقات شديدة من طرف المستعمر، وتحصّل على ليسانس في العلوم الاجتماعية، ليعود إلى الجزائر ويدرّس بجامعة قسنطينة، وحاليا يهتم بالتدريس والكتابة في آن واحد. صدرت لحبيب طنغور عدة مؤلفات من بينها: “شيخ الجبل” و«امتحان القوس” و«حوت موسى” و«الجزائر وشعوبها” وغيرها.