تحيي ورشة المسرح العربي لخشبة وهران اليوم بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة، وقفة تكريمية لأحد أعمدة مسرح الهواة المرحوم ''عبد القادر ولد عبد الرحمان''، والمعروف بالوسط المسرحي بإسم ''ولد عبد الرحمان كاكي''، وذلك بالتنسيق مع مديرية الثقافة. وسيلقي الأستاذ بن طيفور نور الدين -بالمناسبة- محاضرة حول تاريخ المسيرة المسرحية لعبد الرحمان كاكي، يليه عرض سينمائي من إعداد وإخراج كل من طاوش ميلود وبن طيفور نور الدين، يضم أهم أعماله المسرحية. ويعتبر الكاتب المسرحي طاوش ميلود النصوص المسرحية لولد عبد الرحمن كاكي مشبعة بالحكايات التراثية القديمة، وهو الأمر نفسه الذي فعله أبرز من كتبوا للمسرح دون اقتباس، وهم يعدون على أصابع اليد الواحدة، ولعل أبرزهم الراحل ''عبد القادر علولة'' الذي اشتهر بثلاثية ''الأجواد''، ''القوال'' و''اللثام'' التي كتبها في إطار مسرح ''الحلقة'' المستمد من التراث الشفوي المحلي، ويؤكد أنه بعد محاولات ولد عبد الرحمن كاكي وعبد القادر علولة، لم تحل مشكلة النص المسرحي الجزائري، بل برزت الأزمة بشكل واضح بعد أحداث الخامس من أكتوبر 1988 ونهاية المشروع الاشتراكي الذي عمل بعض المسرحيين من خلاله، على إيجاد خصوصية مسرحية بشحنة إيديولوجية، ففي مهرجان مسرح الهواة بمستغانم، وهو أحد مقاييس تطوّر المسرح، و لوحظ بعد عام 1988 عودة الهواة إلى الاقتباس من المسرح العالمي، وبعضهم اشتغل على روايات جزائرية معروفة. كما أجمع العديد من المتتبعين و الدارسين للمسرح والمتخصصين في شؤونه، على أن ولد عبد الرحمان كاكي يعد أحد عمالقة مسرح الهواة في الجزائر، وتهدف الوقفة التكريمية الخاصة به -حسب الكاتب- إلى تعريف الجمهور الوهراني بهذا الرجل الذي أعطى الكثير للمسرح الجزائري وعبر عن قضايا مجتمعه، واعترافٌ بالجميل لأحد مؤسسي لبنة ''مسرح الهواة'' الذي فتح أبواب الفن الرابع على مصراعيه أمام الهواة ليبدعوا ويتألقوا، معتبرا في السياق نفسه أن تقديم مسرحية ''ظروف الحياة'' المستمدة كما يدل عنوانها من صميم ما يعيشه الفرد وسط المجتمع، ووقفة ولو بسيطة عند هذا الهرم المسرحي، والمبدع الكبير الذي استطاع ترجمة أنين أفراد مجتمعه بصدق وبإحساس كبيرين عن عمق إنسانيته.