في الوقت الذي تسعى العديد من بلديات ولاية عنابة لاستدراك النقائص لهذا الموسم الجديد، فإن لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي، تؤكد أن وضعية الهياكل ليست بخير؛ كون 80 بالمائة منها تفتقد للصيانة. ويتفق أغلب المنتخبين المحليين على أن عمليات الترميم التي خضعت لها بعض المؤسسات التربوية تجسدت بطريقة ترقيعية، محمّلين المقاولات مسؤولية ذلك، فيما يناشد رؤساء البلديات الجهات الوصية سد النقص الحاصل في مجالي الإطعام والنقل المدرسيين. وسيتم بولاية عنابة تسليم 5 ثانويات جديدة وتوسيع أقسام أخرى في قطاع التعليم الثانوي، متواجدة بكل من عين الباردة، المقاومة وبرحّال، وبمجموع 06 أقسام تم توسيعها لاستيعاب الضغط الكبير الذي تعرفه بعض الثانويات، فيما تم فتح ثانوية جديدة بالقطب الجامعي بالبوني بالحي الجديد، بطاقة استيعاب تقدَّر بنحو 1000 مقعد مع متوسطة جديدة استفادت منها بلدية البوني، تتسع ل 600 مقعد، ومدرسة ابتدائية ب 15 قسما، وهي كلها هياكل جديدة من شأنها أن تعزز قطاع التربية بعنابة، كما أنها تساعد على تخفيف الضغط عن المؤسسات الموجودة بالولاية. وفي هذا الشأن، أكد رئيس بلدية البوني عبد العزيز لطرش، أن مصالحه ضبطت كل الإمكانات اللازمة، منها إنهاء عملية الترميم والتدفئة، وقد تم إنجاز مدرستين في الطور الابتدائي بحي بوخضرة، وإعادة ترميم أقسام وحجرات بقرية بوسدرة، وبرمجة 30 خطّا للنقل المدرسي موزَّعة على المناطق النائية والقرى البعيدة؛ وهذا لتسهيل تنقّل تلاميذ المدارس خاصة في فصل الشتاء. بلدية الحجار من جهتها تنهي أشغال أربعة ابتدائيات، وتوفر 4 حافلات لتلاميذ قرى الحريشة وكذلك منطقة الكرمة، في الوقت الذي تم ترميم 4 مدارس ابتدائية. وفي سياق متصل، أكد رئيس بلدية الشرفة السيد سوالي إبراهيم، أنه تم إدراج كل من ابتدائية لعبيدي محمد وزغاد أحمد في خانة الترميم، وذلك قبل حلول فصل الشتاء. وحسبه فإن تأخر الأشغال مرتبط بنقص الغلاف المالي والمقدَّر ب 90 مليون سنتيم، في الوقت ذاته تم توفير نحو 5 خطوط نقل لتلاميذ المناطق النائية، منها مشتة المراونة، مشتتة سلامي، قرية الخلايفية ودوار شلغوم. وفي هذا الشأن، أكد رئيس بلدية عين الباردة السيد مساهل مسعود، أن مصالحه قد ضبطت كل الإمكانات والتي ستُنجح الدخول المدرسي الجديد، حيث تم ترميم 6 مدارس ابتدائية وكذلك بناء مطعمين مجهَّزين بكل من قرية سلمون الهاشمي ودوار عين الصيد. وفي سياق آخر، يبقى النقل المدرسي هاجسا يؤرق المسؤولين بقطاع التربية وكذلك بالبلديات النائية، التي يعاني تلاميذها الأمرّين، خاصة في الشتاء؛ حيث تنعدم حافلات النقل المدرسي خاصة بمناطق عين الباردة، برحال، التريعات، شطايبي وسرايدي، الأمر الذي يُجبر أولياء التلاميذ على كراء وسائل نقل جماعية أو سيارات الفرود، لنقل أبنائهم إلى أقسامهم مبكرا. وفي هذا الشأن، قال مدير التربية سليم بن نادر، إنه من المنتظر الاجتماع مع مختلف رؤساء البلديات لمناقشة ملف النقل المدرسي، خاصة بالنسبة لتلاميذ القرى والتجمعات السكنية البعيدة، وذلك لتوفير لهم مختلف شروط التمدرس.
لجنة التربية بالمجلس الولائي: الصيانة غائبة ب 80 بالمائة من الهياكل أعدّ أعضاء المجلس الولائي تقريرا مفصلا عن الدخول المدرسي لهذه السنة؛ حيث تم التفصيل في الوضع غير المريح الذي تعانيه المرافق الدراسية، خاصة منها المتواجدة ببلديات الشرفة وبرحال وعين الباردة وكذا وادي العنب. وحسب رئيس لجنة التربية على مستوى المجلس الشعبي الولائي السيد حشلفي خالد، فإن 80 بالمائة من الهياكل التربوية بعنابة تشهد ضعف الصيانة والترميم بفعل اهتراء الكتامة وتشققات الجدران وتحطم النوافذ والأبواب وانعدام المراحيض والتدفئة، إلى جانب الحفر التي تملأ هذه الساحات والأتربة، والتي تتوحل مع تساقط أولى قطرات مياه الأمطار. وحسب المتحدث فإنه تم مؤخرا إعداد تقرير مفصل أُرسل إلى والي عنابة محمد الغازي؛ للاهتمام بملف المؤسسات التربوية المتضررة. وفي سياق متصل، كشف رئيس المجلس الولائي العيد حاجي، أن ملف المؤسسات التربوية بعنابة، سيتم التكفل به قبل حلول فصل الشتاء، وذلك بترميم الأقسام وتهيئة الحجرات وربط كل المدارس بالتدفئة. وستنطلق عملية تسجيل المدارس المتضررة من أجل الإسراع في ربطها بالكهرباء والتدفئة. كما سيتم بناء مطاعم مدرسية بالمناطق النائية والمعزولة. وحسب ذات المتحدث، فإنه تم تدارس الملف مع والي عنابة ورؤساء البلديات المعنية، وهذا لوضع حد لمعاناة التلاميذ، والذين مازالوا يتناولون وجبات باردة؛ مما يؤثر هذا على تحصيلهم الدراسي. وعلى صعيد آخر، كشف مدير التربية السيد سليم بن نادر، أن تأخر عملية ترميم المدارس وتهيئتها مرتبط بالمقاولات التي تم اختيارها من طرف البلديات؛ حيث تأخرت في عملية إطلاق أشغال التهيئة، فيما تبقى الإنجازات التربوية الأخرى منجَزة بطرق عشوائية دون دراسات تقنية وبإجراءات منافية للقانون في كل جوانبها التقنية. وحسب المصدر فإن بعض المدارس المتواجدة بعنابة وسط، مثل المدرسة الابتدائية كبلوتي عمار وعائشة أم المؤمنين والتي تجاوزت عملية ترميمهما 12 مليار سنتيم، لاتزال تسجل اهتراء الكتامة والتهيئة، وسيتم الاهتمام بهذه المدارس وتهيئتها قبل حلول فصل الشتاء.
الأمطار تكشف هشاشة الترميم لكن أغلب المنتخبين المحليين بعنابة يؤكدون أن الأمطار الطوفانية الأخيرة التي عرفتها المنطقة، فضحت المقاولات التي أُسندت لها عملية ترميم نحو 800 مدرسة ابتدائية ومتوسطة، كانت قد انهارت جدرانها وتطايرت أسقفها خلال السنة الماضية، حيث سطّرت مديرية التربية بالتنسيق مع بلدية عنابة، مخططا استعجاليا لتهيئة المدارس وترميمها قبل حلول الموسم. وقد رصدت للعملية أزيد من 30 مليار سنتيم، لكن حسب رئيس جمعية أولياء التلاميذ السيد محمدي رفيق، فإن أشغال التهيئة هشة بسبب تأخر أصحاب المقاولات في ترميم المدارس والأقسام، والتي تسربت إليها مياه الأمطار الأخيرة؛ الأمر الذي يؤشر إلى دخول مدرسي فاشل، ومن شأن هذه المشاكل أن تتسبب في تحصيل دراسي ضعيف خاصة بالنسبة لتلاميذ المناطق النائية والقرى البعيدة، علماً أن 25 مدرسة استفادت في سنة 2012 من عمليات الترميم، أما في البرنامج العادي فإنه تم إدراج نحو 30 متوسطة و10 ثانويات.