أكد رئيس مصلحة أمراض الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بتيزي وزو، الأستاذ إسماعيل داودي، أن المحافظة على استمرارية نشاط الذاكرة يحمي من مرض الخرف (آلزهايمر). ويتمثل مرض الخرف (آلزهايمر)، حسب معايير الدليل الكشفي الإحصائي حول الاضطرابات النفسية للجمعية الأمريكية للطب النفسي، في حدوث خلل بالذاكرة يتسبب في عجز عن اكتساب معلومات جديدة أو استرجاع معلومات سابقة، بالإضافة إلى اضطرابات في اللغة تظهر في الصمت، إلى جانب أخطاء لغوية وقصر في العبارات. ومن بين الأعراض الأخرى الظاهرة للمرض؛ اضطرابات في القدرة على القيام بأبسط حركة وعدم معرفة الأشياء بأسمائها، مع اضطرابات في الوظائف العقلية العليا للمخ، كالتخطيط، الترتيب والتفكير. ودعا الأستاذ داودي خلال لقاء علمي حول الأمراض العصبية، الأسر الجزائرية إلى المحافظة على العلاقة بين الأجداد وأحفادهم، لأن ذلك يساهم في حماية الأشخاص المسنين من تعرضهم إلى الخرف. وحث في نفس الإطار، على الاعتماد على نمط غذائي متوازن، مشددا على تناول أغذية غنية بالأوميغا 3، الفيتامين وزيت الزيتون. أما فيما يتعلق بالكشف عن المرض، فأوضح الأستاذ داودي أن الفحوصات المتعلقة بالذاكرة متوفرة بمصالح أمراض الأعصاب بالمستشفيات الوطنية الكبرى، داعيا إلى زيارة الطبيب بمجرد ظهور بعض الأعراض التي تنذر باختلال في الذاكر واضطرابات في السلوك قبل استفحال المرض. وبخصوص العوامل المتسببة في هذا المرض، أشار نفس المختص إلى المباشرة منها وغير المباشرة، في مقدمتها عامل السن، بالإضافة إلى تعرض الشخص إلى بعض الأمراض، على غرار أمراض القلب، السمنة، داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني، ناهيك عن العوامل الجينية بالنسبة للحالات العائلية التي تصاب بالخرف مبكرا. وبالنسبة للتكفل الصحي، يرى نفس المتحدث أن الأدوية المعالجة للمرض بعضها متوفر في الجزائر، مسجلا ارتياحه بخصوص التكفل الاجتماعي نظرا لمحافظة المجتمع الجزائري على قيمه الدينية، الاجتماعية والتضامنية، مما يجعل العائلات تتقبل المرض ولا تتخلى عن المريض. ومن جانب آخر، ثمن المختص المجهودات التي تقوم بها الجمعيتان العلميتان لأمراض الأعصاب والأمراض العقلية لتحسيس المواطنين حول مرض الخرف، مما جعل العائلات تقبل عفويا على الأطباء المختصين، داعيا إلى ضرورة فتح مراكز متخصصة بالشيخوخة. للإشارة، يصل عدد المصابين بالخرف في الجزائر إلى حوالي 100 ألف حالة، وعدد المسنين البالغين 60 سنة فما فوق؛ مليوني شخص، أي ما يمثل 6، 6 بالمائة من مجموع السكان، نسبة منهم قد تصاب بالخرف بحكم عامل السن.