أوردت آخر الإحصائيات الصحية أن الجزائر تحصي 100 ألف مصاب بداء الخرف، أو ما يسمى عالميا ب''الزهايمر''، الذي لم يتم لحد الآن إيجاد علاج له، رغم أن عواقب الإصابة به خطيرة على قدرات الشخص المصاب. وقد أكدت الدكتورة أمالو، اختصاصية في أمراض الأعصاب بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، مؤخرا، تزامنا مع تنظيم الطبعة الثالثة عشر للملتقى الوطني حول ''طب الشيخوخة''، أن نسبة كبيرة من حالات داء الزهايمر عندنا يتم اكتشافها في فترة متقدمة من المرض، حيث يصعب معالجته، مضيفة أن الأرقام الرسمية المعلن عنها والمقدّرة ب100 ألف إصابة، لا تعكس العدد الحقيقي لمرضى الداء المتواجدين عبر أنحاء الوطن. والسبب راجع إلى أن الكثير من العائلات التي تحصي أشخاصا كبار السن لديها، لا تخضعهم للعلاج بسبب جهلها لأعراض الداء، بل ترجع بعض تصرفات أولئك الأشخاص، والتي هي أعراض للداء، لعامل كبر السن. وعن هذا المرض، تقول هايكه هولباين، رئيسة الجمعة الألمانية للزهايمر، إن الكثير من المصابين به يتعمّدون تجاهل إصابتهم، مضيفة أن الكثير منهم يعانون من الاكتئاب عقب علمهم بالإصابة، وأن إبلاغ المريض بأمر إصابته بالزهايمر يمثل مشكلة كبيرة ويلعب دورا هاما في طريقة تعايشه مع المرض. أما عن الأعراض فهي كثيرة، منها استمرار ضعف الذاكرة القصيرة لمدة طويلة. فأحيانا، يسجل أحد المرضى على ورقة مثلا المشتريات التي يريد اقتناءها من السوق قبل أن يخرج من منزله، ثم ينسى الورقة التي سجل فيها هذه المشتريات في المنزل ويتوجه إلى السوق، لينسى بعدها طريق العودة إلى منزله، رغم تعوده عليه لسنوات طويلة. كما أشار المختصون في الأمراض العقلية إلى وجود أعراض أخرى، ومن بينها العزلة الاجتماعية، والتي تحدث عندما لا يجد الشخص المريض رغبة في الالتقاء بأصدقائه والجلوس معهم، رغم أن ذلك كان يسره من قبل. وفي هذه الحالة، يضيف ذات المختصين، فإنه على هذا الشخص معاينة طبيب مختص لتشخيص الحالة وتلقي العلاج مبكرا. وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أن ردود فعل الأشخاص الذين يفاجأون بأنهم مصابون بالزهايمر مختلفة، وأن الكثير منهم يتجاهلون أمر الإصابة، وكذلك ذويهم. تجدر الإشارة إلى أن مركزا لعلاج مرضى ''الزهايمر'' سينجز قريبا في ولاية البليدة، من شأنه التكفل بعدد كبير من المصابين بالداء من مختلف ولايات الوطن.