الحفاظ على نشاط الذاكرة ضروري 100 ألف مصاب بالخرف في الجزائر أكد رئيس مصلحة أمراض الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بتيزي وزو الأستاذ اسماعيل داودي أمس السبت بالجزائر العاصمة، أن المحافظة على استمرارية نشاط الذاكرة يحمي من مرض الخرف (الازهايمر). ويتمثل مرض الخرف (الازهايمر) حسب معايير الدليل الكشفي الإحصائي حول الاضطرابات النفسية للجمعية الأمريكية للطب النفسي في حدوث خلل بالذاكرة يتسبب في عجز عن اكتساب معلومات جديدة أو استرجاع معلومات سابقة بالإضافة الى اضطرابات في اللغة تظهر في الصمت وأخطاء لغوية وقصر في العبارات. ومن بين الأعراض الأخرى الظاهرة للمرض هي اضطرابات في القدرة على القيام بأبسط حركة وعدم معرفة الأشياء بأسمائها مع اضطرابات في الوظائف العقلية العليا للمخ كالتخطيط والترتيب والتفكير. ودعا الأستاذ داودي خلال لقاء علمي حول الأمراض العصبية الأسر الجزائرية الى المحافظة على العلاقة بين الأجداد وأحفادهم لأن ذلك يساهم في حماية الأشخاص المسنين من تعرضهم الى الخرف. وحثّ في نفس الإطار على الاعتماد على نمط غذائي متوازن مشددا على تناول أغذية غنية بالأوميغا 3 والفيتامين (أو) وزيت الزيتون. أما فيما يتعلق بالكشف عن المرض أوضح الأستاذ داودي أن الفحوصات المتعلقة بالذاكرة متوفرة بمصالح أمراض الأعصاب بالمستشفيات الوطنية الكبرى، داعيا الى زيارة الطبيب بمجرد ظهور بعض أعراض تنذر باختلال في الذاكرة واضطرابات في السلوك قبل استفحال المرض. وبخصوص العوامل المتسببة في هذا المرض أشار نفس المختص الى المباشرة ومنها وغير المباشرة في مقدمتها عامل السن بالإضافة الى تعرض الشخص الى بعض الأمراض على غرار أمراض القلب والسمنة وداء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني، ناهيك عن العوامل الجينية بالنسبة للحالات العائلية التي تصاب بالخرف مبكرا. وبالنسبة للتكفل الصحي يرى نفس المتحدث أن الأدوية المعالجة للمرض متوفر بعض منها بالجزائر مسجلا ارتياحه بخصوص التكفل الاجتماعي نظرا لمحافظة المجتمع الجزائري على قيمه الدينية والاجتماعية والتضامنية مما يجعل العائلات تتقبل المرض ولا تتخلى عن المريض. ومن جانب آخر ثمّن المجهودات التي تقوم بها الجمعيتان العلمية لأمراض الأعصاب والأمراض العقلية لتحسيس المواطنين حول مرض الخرف مما جعل العائلات تقبل عفويا على الأطباء المختصين داعيا الى ضرورة فتح مراكز متخصصة بالشيخوخة. للإشارة يصل عدد المصابين بالخرف بالجزائر حوالي 100 ألف حالة وعدد المسنين البالغين 60 سنة فما فوق مليوني شخص أي ما يمثل 6ر6 بالمائة من مجموع السكان نسبة منهم قد تصاب بالخرف بحكم عامل السن.