شكلت السهرة السادسة من عمر المهرجان الدولي الخامس للموسيقى السيمفونية، حدثا ملفتا؛ إذ تميّز بحضور الوزير الأول السيد عبد المالك سلال وعدد من طاقمه الحكومي، بالإضافة إلى أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمَد بالجزائر، وذلك للاستمتاع بالأنغام الكلاسيكية التي حضرتها فرق من ألمانيا، جنوب إفريقيا وبلجيكا. وشّح الوزير الأول السيد عبد المالك سلال رفقة وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، فرقة 4 /1 التي تمثل ألمانيا، بدرع المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية. كما قام كل من وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد المجيد بوڤرة، بتسليم درع المهرجان للفرقة السيمفونية غارونا من جنوب إفريقيا. واختتمت الأوركسترا الملكية “الغرفة” لوالوني الحفل ببرنامج متنوع بين العزف والغناء الأوبرالي. ويعكس الحضور الحكومي للمهرجان اهتمام الدولة بالقطاع الثقافي؛ على اعتباره رمزا للسلام والرقي ووجها من أوجه التحضر الذي يشع به المجتمع الجزائري. والحضور المتواصل للجمهور، حتى وإن كان نسبيا سهرة أول أمس، يكرّس تفتّح الجزائريين على الثقافات الأجنبية وتأكيد تذوّقهم لموسيقاها السيمفونية. واستُهل الحفل بالفرقة السيمفونية الألمانية “4/ 1”، التي قدّمت برنامجا يحوي مقاطع سيمفونية، وتضم الفرقة 5 أعضاء، أربعة منهم يعزفون على آلات نفخية، والخامس عازف على آلة البيانو، وشكّلت هذه التركيبة استحضارا لروائع الموسيقيين موزار وجيسكينغ. واشتهرت عناصر الفرقة خلال مسارهم الدراسي للموسيقى، بأداء مقطوعات لعمالقة الموسيقى الكلاسيكية، كما يقومون بإعادة اكتشاف موسيقيين غير معروفين عاشوا في القرن ال19 وبداية القرن ال20، وبفضل هذه الفرقة تعرّف الجمهور المحب لهذا الفن، على عدد من الأسماء غير المشهورة. وبالنسبة لفرقة “جارونا” القادمة من جنوب إفريقيا، فقد أمتعت الحضور بنكهة إفريقية أُعجب بها الجمهور وتفاعلوا معها. وتتكون الفرقة من ستة أعضاء يعزفون على آلة الكمان. وأنشئت الفرقة في 2011 من طرف طلبة موهوبين متخصصين في الآلات الوترية، ويشتغلون في تكوين جيل جديد من الشباب في الموسيقى الكلاسيكية، ويركّزون في عزفهم على الموسيقى المحلية، كما تعمل الفرقة على متابعة البحث في طرق العزف الجديدة. وبخصوص برنامج الأوركسترا الملكية “الغرفة” لوالوني التي تمثل بلجيكا المشاركة لأول مرة في المهرجان، فقد بدأت مع أداء سوليست راق للفنانة أميليا جاردون أو ما يُعرف بالغناء الأوبرالي الفردي، تبعه عزف للعديد من المقطوعات الموسيقية. واختُتم الحفل بعزف ممزوج للفرق الثلاث التي أحيت السهرة.