تواصلت بقصر الثقافة، فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، في دورته الخامسة، باعتلاء ثلاث فرق من إسبانيا وروسيا وفيلندا، منظمة الخيمة الكبيرة، وأمام جمهور ظل وفيا للمناسبة في يومها الثالث على التوالي. إشتغل الثلاثي الإسباني بداية، على مرجعيات موسيقية حديثة، أبرزها جواكين رودريغو، مؤلف موسيقي إسباني توفي سنة 1999 بمدريد، في رصيده نصوص موسيقية متعددة تعتمد أساسا على آلة القيثارة. عاش كفيفا منذ الثالثة من عمره، وبدل نور البصر، كانت الموسيقى الصوت الذي يقوده إلى الطريق الأنسب لحياته. تعلم الموسيقى على أصولها العلمية، وعاش في باريس فترة طويلة، حيث تزوج وأنجب ابنته سيسيليا. لهذا من بين أعماله نجد عناوين باللغة الفرنسية، قدمتها الفرقة الإسبانية في سهرة أول أمس السبت، على غرار "عن طريق ماذا سأنهض"، "أنتم من قتلتموني"، "من أين أتيت، حب" أدتها فرجينيا بلانكو بصوتها الأوبرالي مرفقة بكمان رودريغو ألفاز وبيانو أنجل كابريرا. كذلك أمتع ألفاز الحضور برائعة جيزوس غوردي بعنوان "ألكازيريو"، وهي مقطوعة ألفها الموسيقار الإسباني في 1926. و«الزرزرولا" هي الطابع الموسيقي الذي بنى عليه غوردي ألحانه، وتعني الموسيقى الاحتفالية التي نشئت في غابات إسبانيا، حيث كان الصيادون يحتفلون بالرقص والعزف والغناء، وسرعان ما انتشرت وأصبحت ظاهرة فنية تبناها المسرح الإسباني والأوبرا وغيرها من الفضاءات. ورغم طابعها المرح والرفيه، إلا أن هذا النوع الموسيقي اعتبر ركيكا لفترة طويلة، إلى أن عدل وأدخلت عليه أساليب موسيقية محترفة وعالمية، وها هو اليوم يقدم في إطار كلاسيكي معترف به. ومن بين الذين طوروا "الزرزرولا" نجد فيفاس والونسو وتشابي، حيث استمع الجمهور لبعض مقطوعاتهم. المسرح البلشوفي كان حاضرا في الرباعي "بوغيما" العازفين على آلات وترية من كمان وباس. معروف عنهم اشتغالهم على مختلف الموسيقى العالمية والروسية، والتجديد في العمل بشكل لا يكون تقليديا بالمقابل فهو ملفت للانتباه ومشجع على الاستماع خاصة بالنسبة للمتلقين الجدد. الفرقة الروسية الحاضرة بالجزائر هذه السنة، تمثل تيارا حديثا للموسيقى السيمفونية، التي لا تعارض مفهوم المنوعات في عملها، وبدل المعزوفات المطولة والبطيئة الإيقاع، هي ترجح مستويات حديثة للغاية. وقد ظهرت لمسة الفريق عند عزف فالس أوبرالي "حياة من أجل القيصر" و«روسلان ولودميلا" لمؤلفها غلينكا، أما لبوردين فعزفوا "سهرات الرباعي". الأوركسترا الفيلندية لابوني، من جهتها، أدت برنامجا حافلا بمقاطع عالمية تحت قيادة جون ستورغاردس. المجموعة تأسست في 1972 ويعد بالنسبة لفيلندا المرجعية الموسيقية الكلاسيكية في أوروبا كلها.