لم تقتصر مشاركة بعض الفرق الموسيقية في الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية ببهو قصر الثقافة، بل تعدتها إلى إحياء حفلات في فضاءات أخرى، مثل المسرح الجهوي “كاتب ياسين” بتيزي وزو ومعهد “سرفنتس” الإسباني بالجزائر العاصمة. سيستمتع جمهور عاصمة جرجرة بالمسرح الجهوي “كاتب ياسين” بولاية تيزي وزو بعد غد، بحفل موسيقي مميّز من تنشيط الأركسترا السيمفونية “زهيجيانغ” من الصين بقيادة المايسترو غاي جيان، بعد حفلها الذي ستقدمه غدا في إطار الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للموسيقي السيمفونية. وستقدم فرقة “زهيجيانغ” باقة غنائية من روائع التراث الغنائي الصيني، وقد أنشئت هذه الفرقة سنة 1958، لتقدم منذ أزيد من 50 سنة العديد من الوصلات الفنية، كما تضاعف عدد أعضائها من 30 شخصا إلى 60 شخصا سنة 2008. ويتكفل أعضاء الأركسترا بثلاث مهام رئيسية، منها خلق سيمفونية، اللعب والتربية والتطوير، كما تهتم الفرقة بالمزج بين السيمفونية الكلاسيكية العالمية والسيمفونية المحلية، مع تقديم خاص لثقافة شرق الصين، مثل منطقة يوياوو هيمودو التي تم بها اكتشاف آلة “الفلوت” المصنوعة من عظام، وتعود إلى أزيد من 7000 سنة. وتنقلت الفرقة في سبتمبر 2011 إلى إيطاليا، النمسا، ألمانيا، السويد، بلجيكا وغيرها، علاوة على المشاركة في مهرجان الأركسترا الموسيقي “براغ دفوراك” الذي عرف نجاحا كبيرا، وفي جانفي 2013، قام وزير الثقافة الصيني بتعيين الفرقة للمشاركة في عرض اختتام سنة ثقافية صينية ببرلين (ألمانيا) ،إضافة إلى مشاركتها بمدريد في حفل افتتاح نظمته سفارة الصين بإسبانيا، في إطار إحياء ذكرى مرور 40 سنة على العلاقات الدبلوماسية الصينية الإسبانية. من جانب آخر، سينشط الثلاثي الإسباني “صوت وبيانو” اليوم بمعهد “سرفنتس” حفله الثاني بعدما قدم وصلته الفنية، أمس ببهو “قصر الثقافة” في إطار الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، إلى جانب فرقة من روسيا وفرقة من فلندا. وتضم فرقة “الثلاثي، صوت وبيانو” كل من السوبرانو فرجينيا، الباريتون رودريغو ألفاراس والعازف على البيانو انخال كابريرا، وتؤدي الفرقة الموسيقى الكلاسيكية الإسبانية، إضافة إلى “زارزيولا” وهو نوع ليري ظهر في إسبانيا سنة 1630، وحقق نجاحا كبيرا في القرنين التاسع عشر والعشرين، وانتشرت أصداؤه إلى قارة أمريكا اللاتينية. وتختلف”زارزيولا” عن الأوبرا الكوميدية في أنها تمثل تعاقبات بين الموسيقى والغناء من خلال خلفية من الصور والمشاهد المتعلقة بالعادات الشعبية، أما عن المقاطع التي اختارتها الفرقة في حفليها بالجزائر، فنذكر:«بأي شيء سأتمكن من غسلها؟”، “جو الآثار والأزهار”، “الجميلة المتخفية” و«اتركني أحلم”. للإشارة، فإن السهرة الثانية من مهرجان الموسيقى السيمفونية نشطها أول أمس، كل من الأركسترا السيمفونية السورية، أركسترا جمهورية التشيك، وكذا لي ديليس دي سوزي من سويسرا، حيث عاش الجمهور أجواء رائعة، لاسيما مع الجوق السوري الذي رغم أخطائه في نقل بعض من رصيد التراث الجزائري، إلا أنه استطاع أن يبعث رسالة السلام من خلال عزف أنشودة “عليك مني سلام”، والأغنية الخالدة لعميد أغنية الشعبي محمد العنقى “الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا”، وهما الوصلتان اللتان لاقتا استحسان الحضور وتجاوب معهما تجاوبا ملفتا، بقيادة الأستاذ ميساك باغبودريان. وعن الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، فقد تشكلت بدمشق وجاءت بعد إنشاء المعهد العالي للموسيقى الذي شرع في تزويدها بالكوادر منذ تأسيسها سنة 1993. تتألف الفرقة السيمفونية الوطنية السورية من خريجي وأساتذة المعهد العالي للموسيقى، إضافة إلى بعض الخبراء الأجانب، مثلت هذه الفرقة السورية في الكثير من المحافل والمهرجانات العربية والدولية، واستطاعت أن تبرز وجه سورية الحضاري، وقدمت عروضها في العديد من الدول. كما انطلقت، أمس، ورشات “ماستر كلاس” في تلقين فن الغناء والأداء الأورالي لفائدة طلبة المعهد العالي للموسيقى، يؤطرها كل من عزيز حمولي وآلا شايكو، وخلال الورشات تتم التحضيرات للحفل الختامي.