رفض مصطفى أوريف مدير عام الوكالة الوطني للإشعاع الثقافي الكشف عن الغلاف المالي المخصص لإنجاز الفيلم التاريخي الإشكالي الضخم حول الأمير عبد القادر الذي سينطلق تصويره نوفمبر القادم بالجزائر ويتواصل إلى غاية فيفري القادم ويستمر تصويره 18 أسبوعا ويكون جاهزا للعرض سنة 2014 مع إستحالة التصوير بسوريا بسبب الفلتان الأمني. وأوضح في ندوة صحفية عقدها أمس بفيلا دار عبد اللطيف بالحامة رفقة المنتج الهوليودي الفرنسي فيليب دياز صاحب الشركة الأمريكية « أستوديو السينما الحرة « والمخرج الأمريكي شارل برنت خلال إستعراض تفاصيل المشروع الضخم الذي تموله وزارة الثقافةأن « المبلغ ضخم وكبير ولكنه عقلاني مقارنة مع ميزانية الأفلام الضخمة التي تنتج عالميا « وأكد مصطفى أوريف أن ميزانية فيلم الأمير لن تؤثر على سير باقي المشاريع السينمائية في الجزائر التي تمولها وزارة الثقافة وقال مدير عام الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي مصطفى عريف في سياقه أن الفيلم كبير وضخم بمستوى شخصية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وقد أثار الفيلم منذ فترة طويلة أسئلة كثيرة في الوسط السينمائي والإعلامي وبالتالي « حان الوقت لتقديم هذا الرمز الوطني والقائد السياسي مؤكدا أن الفيلم سيكون المشروع الأول ضمن سلسة من الأفلام وقد تتجاوز 10 التي ستتناول الأمير عبد القادر لأن فليم واحد لن يؤطر ويثير مختلف الجوانب التي تزخر بها شخصية الأمير عبد القادر في زواياها السياسية والأدبية والعسكرية والدينية والصوفية وكرجل دولة وحقوق الإنسان ومحاور للثقافات والأديان الأخرى وأشار أن سيناريو فيلم الأمير كتب قبل سنة في 8 نسخ قبل النسخة النهائية المعتمدة بالتعاون وبتقنيات عالية من أجل الإللمام بمختلف جوانب شخصية الأمير عبد القادر الثرية كما وضعنا نصب أعيننا المتفرج العالمي وليس الجزائري فقط كما أنه رفض الكشف عن الممثل الذي سيقدم بالدور الرئيسي للأمير معلنا عن إتصالاته بممثلين عالميين وذات الشأن بالنسبة للكاستينغ العام وسيتم الإعلان عن تفاصيل المشروع دوريا في حالة إمضاء عقود مع ممثلين عالميين مؤكدا عن مشاركة ممثلين من الجزائر ومختلف الدول بالنظر للرهان الذي يمثله الفيلم بالنسبة لحركية والصناعة السينمائية في الجزائر .وأضاف مصطفى أوريف أن المخرج الجزائري الهوليودي رشيد بوشارب لم يرفض تجسيد مشروع الأمير عبد القادر بل له إلتزامات ومرتبط بأجندة محددة لإخراج نخبة من الأفلام في الولاياتالمتحدةوالجزائر وبالتالي رفضه تقني كما أن الفيلم سيكون فرصة لإنعاش السينما الجزائرية من خلال التربصات و الورشات التكوينية التي تشمل مختلف عناصر المهن السينمائية من إضاءة وإخراح وديكور وملابس ومونتاج والتحميض حيث سيستفيد الشباب الجزائري وعشاق السينما من التجربة التقنية لكبار المشاركين في الفيلم من مختلف الجنسيات وهم ذووا سمعة وتجربة عالمية .من جهته أوضح المنتج الفرنسي فيليب دياز أنه منبهر بشخصية الأمير عبد القادر لكنه لم يطلع على مسيرته من قبل وبعد تحمسه بتجسيد المشروع قرأ مختلف الكتب والمراجع التاريخية التي تتناول هذه الشخصية القيادية والدينية بلغات مختلفة ويتجاوز عددها 35 كتابا من المذكرات والأرشيف الذي خلفه عناصر الجيش الفرنسي وقادته ممن تعاملوا مع الأمير عبد القادر والذين تناولوا فيه تعامله مع الأسرى الفرنسيين وتسييره للتفاوض مع الجيش الفرنسي وهو ما إنبهر به وبسلوكه الراقي وسماحته والرسالة المهمة التي أٍرادها من خلال إنجاز الفيلم هو» إبراز تاريخ هذا القائد المسلم القوي بقيمه وتسامحه وهو ما سيغير حتما رؤية الغرب السلبية نحو العالم العربي والإسلامي المرتبط بالعنف والإرهاب وبالتالي الأمير نموذج قوي للقائد المسلم المحاور للأخر المستشرف سياسيا في تعامله مع الغرب وخاصة في قضية السجناء الفرنسيين وتعامله معهم بإنسانية ورأفة حيرت أصدقاؤه قبل أعداؤه وهناك من آخذه على ذلك دون إغفال دوره في الفتنة بين المسيحيين والمسلمين في سوريا وحمايته للمسيحيين وهي رسالة للعالم حاليا للكشف عن قيم التسامح الذي طبع هذا القائد المسلم الجزائري وأكد المنتج فيليب دياز أن الفيلم الموجه للجمهور العالمي وليس للجزائريين فقط سيكون دو تقنية عالية ورفيعة وذو مستوى عالمي وليس فيلم من نوع الوسترن أو الحركة ولأن الجمهور العالمي الذي نوجه له الفيلم تطور ويريد ألأفلام جادة ملتزمة وواعية وسيكون الفيلم أصيل كما أن هدفنا هو استحضار روح الأمير بقيمه الإنسانية والتسامح الذي طبعه ووضعها في سيقا التطورات الحاصلة في العالم اليوم على صعيد السياسي وبالتالي سنعيد مشروعه الإنساني في ضوء التطورات التي تحدث في العالم خاصة ما يحدث في سوريا من حرب أهلية وتقتيل وأضاف المنتج فيليب دياز أن سيناريو الفيلم الذي ساهم في كتابته مع المختص في التصوف زعيم خنشلاوي يستمد أحداثه ومادته من الأٍرشيف العسكري الفرنسي وإعترافات الجنود وأعضاء الجيش الفرنسي التي تعكس المجازر والهمجية الفرنسية خلال حملتها لإحتلال الجزائر وثورة الأمير الشعبية منها مذكرات القائد سانت أٍرنو الفظيعة والعجيب أن هؤلاء رغم عنفهم إعترفوا بقوة الأمير وكرموه وتناول فيليب دياز إتصالاته مع الحكومة الجزائرية منذ سنتين لتجسيد مشروع الفيلم الذين أبدوا له إهتمتامهم ورغبتهم في تحقيق هدا الفيلم التاريخي المهم وسجل وجود إرادة قوية لدى المسؤولين الجزائريين للمشروع مشيرا إلى جهود المدير العام للوكالة الوطني للإشعاع الثقافي مصطفى أوريف و وزيرة الثقافة التي منحته طاقة كبيرة واليت لولاها لما تجسد المشروع منوها بالدعم الذي وجده وتعاونه مع زعيم خنشلاوي لكتابة السيناريو النهائي مؤكدا أن السيناريو لا يرجخ كفة الرؤية الفرنسية بقدر ما يسائل الذاكرة بالمادة الأرشيفية الفرنسية التي تعكس الفظاعة الفرنسة في الجزائر وأوضح أن التصوير سيدوم 18 أسبوعا في الغرب الجزائري كما سيتم بناء ديكور وبلاطوهات لمرحلة تواجد الأمير بسوريا بعد أن تعذر الإنتقال والتصوير بسوريا بسبب الحرب الأهلية والوضع الأمني المتعفن وسينتهي التصوير في فيفري القادم وسيكون في نسختين بالعربية والفرنسية و بدوبلاج باللغة الإنجليزية وأعلن فيليب دياز عن تأجيل مشروع فيلم « كارل ماركس « بسبب إنشغاله بفيلم الأمير عبد القدر الذي يشكل أولوية كما أنه لن يتم التطرق في سياق الفيلم إلى قضية انضمام الأمير عبد القادر للماسونية وتحاشى الخوض فيها رغم أنها زاوية مهمة لولوج عالم الأمير .وكشف أن المرج العالمي أوليفر ستون سيكون منتجا تنفيذيا لفيلم الأمير وسعيد بمشاركته وهي الرسالة التي حملها بلسانه للجزائريين . وعبر المخرج الأمريكي المخرج الأمريكي شارل بورنت صاحب رائعة « قاتل الخرفان «عن إعتزازه وسعادته بإخراج فيلم حول حياة الأمير عبد القادر وأشار أنه بعد زيارته الأولى للجزائر في إطار الفيلم الملتزم حاول أن يطلع أكثر على شخصية الأمير من خلال المؤلفات التي تتناول هذه الشخصية التي يجهلها الغرب ومنها مذكرات تشرشل وقد إنبهر لتسامحه بالتالي سيقدم فيلم للعالم لبطل جزائري بعيدا عن الصورة السلبية للعالم الإسلامي الموسومة بالتطرف والعنف وسيعمل على تغيير هذه الصورة السلبية عن العالم الإسلامي خاصة لدى الجمهور الأمريكي الذي يتم توجيهه من طرف اليمين المسيحي وتقديم معلومات مغلوطة عن المسلمين والعرب وقد عرفت بانشغالي بالأفلام التي تتناول قضايا السود والأقليات في هوليود وقضايا معقدة مع إعترافه بصعوبة المهمة في بلده والمهم بالنسبة للمخرج هو تقديم فيلم بتقنية عالمية جيدة للعالم واعتبر نفسه محظوظا وهو يتنقل من بلد لأخر من أجل إكتشاف الثقافات والرؤى المختلفة وهو ما يساعده في عمله السينمائي الملتزم كما يرى أنه لم يشاهد أفلام تاريخية عن الجزائر لأنه يريد أن يقدم فيلم أصيل وليس مستنسخ لأنه يرفض تقديم صورة طبق الأصل بل العمل بإبداع لبصمته الخاصة بعيدا عن أي تأثير ليحقق الأصالة و يعكس رؤيته الخاصة وتفاعله مع الواقع .