لا يزال سكان بلدية بوروبة بالعاصمة ينتظرون تجسيد الوعود التي قطعها المجلس البلدي المنتخب منذ 10 أشهر من العهدة الجديدة، حيث أوضح السكان في حديثهم ل “المساء”، أنهم وضعوا الثقة الكاملة في المسؤولين لترحيلهم إلى سكنات لائقة وتوفير سوق جوارية، إضافة إلى توسيع المقبرة الوحيدة للبلدية وانشغالات أخرى طرحها المواطنون ضمن هذا الاستطلاع. تعد بلدية بوروبة من أكبر البلديات من حيث الكثافة السكانية، لكنها تسجل العديد من النقائص التي أرهقت السكان بمختلف الأحياء، وطالبوا في لقائهم ب"المساء” بإزالة متاعبهم والاهتمام بانشغالاتهم اليومية، خصوصا أنهم يضعون الثقة في المجلس المنتخب الذي اختاروه ليكون همزة وصل بينهم وبين السلطات العليا.
سكان “الحمامص” يطالبون بالترحيل واستغلال المساحات الشاغرة جولتنا الأولى كانت بقلب بلدية بوروبة، وأول ما لفت انتباهنا؛ البيوت الصغيرة التي لا تزال تطبع المنطقة وسط النسيج العمراني الذي أنجزه بعض السكان بوسائلهم الخاصة، حيث تقربت “المساء” من إحدى العائلات التي تقطن بتلك البيوت الصغيرة التي يطلق عليها تسمية "الحمامص” لأنها أنجزت في العهد الاستعماري على شكل “حبة حمص”، وأوضحت لنا عائلة بولعراس التي زرنا بيتها، أنها تعيش ظروفا جد صعبة رفقة ثلاث عائلات تحملا نفس اللقب، وأكدت لنا السيدة فضيلة أنها غير مرتاحة بسبب السكن الهش الذي لا تزال تعيش فيه رفقة الفئران والصراصير، وبدموع باكية، أكدت لنا أنها فقدت ابنيها اللذين غادرا البيت بسبب أزمة السكن الحادة والظروف الاجتماعية الصعبة، والسلطات لم تحرك ساكنا، رغم إيداعها ملف السكن الاجتماعي منذ سنوات بعيدة، ولم تلق جوابا نهائيا للمشكل الذي تعيشه، شأنها شأن العائلات الأخرى، كما تساءل أحد الجيران، في حديثه لنا، عن مصير المساحات المسترجعة التي لم تستغل بعد، ويقصد بها تلك الأراضي التي سيّجت بعد تهديم الشاليهات الموجودة بحي “لابريزدو” منذ سنتين تقريبا، ولم تستغل في أي مشروع إلى غاية الوقت الراهن.
فوضى العرض بالشوارع وإنجاز سوق جوارية يبقى حلما ونحن نتجول في قلب بلدية بوروبة، لاحظنا العديد من الباعة الفوضويين يعرضون الخضر، الفواكه والأسماك على حافة الطرق، وسجلنا إقبال المواطنين على شراء البضائع المعروضة بطريقة غير صحية. تقربنا من بعضهم، فأكدوا لنا أنهم مجبرون على اقتناء حاجياتهم اليومية من هذه السوق الفوضوية لأن لا حل أمامهم في غياب سوق بلدية منظمة، حيث تساءل أحد السكان عن عدم تحرك السلطات المحلية وبالأخص المجلس المنتخب منذ 10 أشهر، لإنجاز سوق جوارية تعد مطلب السكان الرئيسي، مضيفا أن المجلس على دراية بالمشكل ووعد بإنجاز سوق بلدية، لكنه لم يجسد بعد على أرض الواقع، الأمر الذي جعل السكان يضرون لشراء الخضر والفواكه من الأرصفة، في حين يفضل البعض الآخر اقتناء حاجياته من البلديات المجاورة، مما يكلفه عناء التنقل كل يوم للتبضع، وأمام هذه الوضعية، يناشد سكان بلدية بوروبة السلطات المحلية ضرورة الالتفات إلى مطلبهم الذي اعتُبر مهما وضروريا.
المقبرة تضيق بموتاها والهياكل الرياضية مطلب الشباب ونحن نتحدث عن التسيير المحلي ببلدية بوروبة، أبى السكان الذين وجهونا لزيارة مقبرة البلدية التي ضاقت بموتاها واعتبروها غير كافية لإكرام المتوفين من ذويهم، حيث أوضحت الزيارة التي قادتنا إلى عين المكان أن المقبرة لم تعد تتسع لسكان البلدية، مما جعلهم ينتقلون إلى البلديات الأخرى، حيث طالب السكان في حديثهم لنا توسيع المقبرة والقضاء على البناءات الفوضوية المشيدة داخلها، مع ترحيل العائلات التي تقطن إلى جانب الموتى. من جهة أخرى، أشار بعض الشباب إلى أنهم بحاجة لبعض المرافق التي يرفهون بها عن أنفسهم، حيث أكد أحدهم أن بلدية بوروبة تملك فرقا رياضية عريقة لديها مواهب شابة بإمكانها أن تمثل الألوان الوطنية، مثلما فعل المصارع الدولي بن يخلف وهو ابن “لامونتان”، لذا على السلطات أن تهتم بقطاع الرياضة من خلال إعادة تهيئة قاعات متعددة الرياضة وإنشاء أندية تسمح للشباب بالانخراط ضمن صفوفها لممارسة مختلف الرياضات، بينما أشاد شاب آخر بالمجهودات التي قامت بها السلطات لإنجاز الملعب البلدي والاهتمام برياضة كرة القدم، كما طالب سكان حي “سعيدون محمد” بتهيئة الطرق وإعادة تزفيتها لأنها بلغت درجة كبيرة من الاهتراء. من جهتنا، زرنا مصالح البلدية لرفع انشغالات المواطنين، لكن أعوان الاستقبال أخبرونا أن كل المسؤولين في اجتماع بالدائرة، سواء المنتخبين أو الإداريين.