نجح فريق جمعية وهران، في خطف انتصار ثمين وبأقل الحصص ( 1/0) من مضيفه اتحاد حجوط، الذي كان يبحث من جانبه عن الفوز الأول له بميدانه، يصالح به أنصاره الكثيرين، غير أنه واجه فريقا وهرانيا كان مصمما على مواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية منذ انطلاق المنافسة الرسمية، واستثمر كما يجب في المشاكل الفنية للصاعد الجديد، الذي كان رحل عنه قبل هذه المواجهة ثنائي التدريب مغراوي وبوجلة، الذي استقال بعد هزيمة الجولة الماضية في معاقل شباب باتنة، وعوضه مدرب الحراس قنان، الذي فشل هو بدوره في إحداث الوثبة البسيكولوجية المنتظرة في ظل الضغط الشديد على لاعبيه. ولم يجد نفعا السيناريو الذي اقترحه عليهم مدربهم المؤقت، وهو محاولة هزّ الشباك الوهرانية مبكرا حتى لا يقع لهم ما حصل في اللقاءين السابقين فوق ميدانهم أمام كل من مولودية سعيدة واتحاد البليدة، لكنهم وقعوا في نفس الفخ، حيث اصطدموا بدفاع وهراني محصن كما يجب حول الحارس المحنك هشام مزاير، خاصة مع التحاق المدافع مقني الذي كان خرج مضطرا في اللقاء السابق أمام اتحاد الشاوية بفعل إصابة في الكتف، وهو ما يعني أن المدرب كمال مواسة احتفظ بنفس مُشكّلي الخط الخلفي، والتغيير الوحيد الذي أحدثه مسّ خط الوسط الذي عززه بلاعب رابع، ألا وهو أوسماعيل الذي لعب بالمناسبة أول لقاء له منذ التحاقه بالجمعية الوهرانية، لتبقى القاطرة الأمامية مكتفية بلاعبين اثنين فقط وهما: بالغ وبن شعبان الذي لعب أساسيا هذه المرة ومنذ صافرة البداية، بعدما اقتعد كرسي الاحتياط بديلا في اللقاء السابق. وقد جلب هذا التكتيك المعتمد من قبل مواسة ثماره، حيث أبطل في مرحلة أولى حرارة واندفاع لاعبي حجوط، الذين دخلوا منذ البداية بنية الوصول لشباك الحارس مزاير، الذي أبطل مفعول بعض الفرص التي صنعوها عن طريق حمرات في الد 8، وسلوم في الدقيقة ال25، وسواكير في الدقيقة ال45 أي دقيقة واحدة فقط بعد فرصة هدف ضيعها المدافع زيدان، الذي اعتلت كرته الرأسية بقليل العارضة الأفقية لمرمى حارس حجوط بوقاسم. وإذا كان الفريق المحلي قد شاكس ضيفه الوهراني طيلة الشوط الأول، فإنه سقط أمامه في الثاني لنقص خبرته، رغم أنه تدعم بعودة ثلاثة من لاعبيه مؤثرين، ولهم وزن كبير في الفريق وهم لعباني، خيثر ورباح. فمدرب الجمعية مواسة قرأ جيدا مجريات الشوط الأول، ونقاط قوة وضعف فريق حجوط، وزود وفقها لاعبيه بوصفة هجومية كادت تثقل شباكه لولا نقص تركيز المهاجمين منهم تارة وسوء الحظ تارة أخرى، كما بينته الدقائق ال57 من البديل ملال الذي جانبت قذفته القائم بعد خروجه وجها لوجه مع الحارس بوقاسم، والدقيقتين ال68 و81 من عثماني بعد قذفتين قويتين استعمل فيهما الحارس المحلي كل براعته لصدهما، ونفس الشيء فعله صمام آمان حجوط في منع ولوج كرة الوهراني بن تيبة في الدقيقة 76، لكن الضغط الكبير لزملاء هذا الأخير هزم يقظة وبراعة الحارس بوقاسم، وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، إذ تلقى هدفا من البديل ملال الذي انفرد به وجها لوجه، لتسجل بذلك الجمعية الوهرانية أول انتصار لها خارج قواعدها، وتلحق في ذات الوقت أول هزيمة باتحاد حجوط داخل قواعده، قد تدخله في أزمة نتائج وتوقع الشك في نفوس لاعبيه. ويعد هدف رضوان ملال، الأول له في أول مواجهة له كذلك منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، علما وأن ملال وقعت له إدارة الجمعية في آخر لحظة هو وزميله عفايسية، وكان قدم من فريق وفاق عرابة المغمور، الذي ساهم بقسط وافر في ارتقائه إلى القسم الثاني (هواة) بنشاطه وأهدافه الكثيرة، التي سجلها من مختلف مواقع الهجوم التي يجيد اللعب فيها، وهذا منذ تدرجه في الفئات الصغرى لفريق مولودية سعيدة الذي غادره بسبب نقص اهتمام مسيريه به، بحسبه. وقال ملال عقب هذا الانتصار المهم، الذي قفز بالجمعية إلى المركز الثاني في لائحة الترتيب: ” أنا سعيد بأول هدف لي مع فريقي الجديد جمعية وهران، والذي منح لها هذا الانتصار الثمين، ولقد جئت متحمسا للعب في هذا الفريق العريق الذي فضلته على عروض أخرى وصلتني من فرق مولودية سعيدة، ترجي مستغانم، سريع غليزان وشباب بن باديس، وأنا أدرك أن العمل تحت إمرة المدرب كمال مواسة مفيد، فهو صارم ومنضبط، وذلك سيفيدنا خاصة نحن الشباب، وأنا أتطلع لإنجاز مشوار جيد مع الجمعية، التي أتمنى لها نفس الشيء، رغم إدراكي بأن المأمورية ستكون صعبة للغاية لكثرة الطامحين هذا الموسم، وبداية البطولة أشرت على ذلك، لكن الجمعية لها قدرات تستطيع بواسطتها تحقيق آمال أنصارنا الذين أطلب منهم الصبر علينا، ومواصلة مساندتهم لنا وبأعداد غفيرة وفي كل الأحوال والظروف”.