دعا السيد محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني، الجالية الجزائرية للمساهمة في الحفاظ على استقرار بلدها الجزائر في هذه المرحلة التي وصفها بالحسّاسة، حيث أكد أن "الجزائر اليوم عبارة عن شبه جزيرة تنعم بالأمن والاستقرار في محيط هائج لأسباب مختلفة". وذكر السيد ولد خليفة لدى استقباله لوفد من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا بمقر المجلس الشعبي الوطني أمس، بأن الجزائر تسعى للاستماع لكل أبنائها أينما كانوا، وتفتح أبواب الحوار والتشاور مع كل الجهات لبناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية. وفي هذا السياق، أشار السيد ولد خليفة إلى أن الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا هي عبارة عن امتداد حقيقي للوطن؛ لأنها تمثل الجزائر الواسعة بكل مناطقها وثقافاتها وتقاليدها، مؤكدا دور هذه الجالية في الوقوف إلى جانب بلدها الذي يعوّل عليها من خلال الاستفادة من خبرتها في كل المجالات التي يمكنها المساهمة في التنمية فيها، خاصة ما تعلّق بالتكنولوجيات الحديثة وغيرها من الميادين الاقتصادية. وفي هذا السياق، وعد السيد ولد خليفة بأن المجلس الشعبي الوطني سيكون صوتا للجالية الجزائرية المقيمة في الخارج لنقل انشغالاتها إلى الجهاز التنفيذي، خاصة ما تعلّق بالمطالبة بتخفيض تذاكر النقل الجوي من فرنسا وغيرها باتجاه الجزائر، والتي تشكو الجالية دوما من غلائها مقارنة بتذاكر باقي الدول المجاورة كتونس والمغرب، مما لا يشجع أبناء الجالية على زيارة بلدهم في الوقت الذي يفضّل العديد منهم الذهاب إلى تونس أو المغرب لقضاء العطل؛ نظرا لانخفاض تذاكرها، حسبما أكده بعض أعضاء الوفد الذي استقبله السيد ولد خليفة، والذي ضم رؤساء جمعيات ونواب وغيرهم من الفئات المهنية الجزائرية المقيمة بفرنسا، زاروا الجزائر في إطار تحسيسي بعدالة القضية الصحراوية. وثمّن السيد ولد خليفة مبادرة هذا الوفد، الذي قام بزيارة تضامنية إلى مخيّمات اللاجئين الصحراويين، مشيرا إلى أنها مبادرة تؤكد مرة أخرى موقف الجزائر المساند للقضية الصحراوية؛ كونها قضية عادلة وشرعية، مؤكدا حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، الذي يُعد حقا معترفا به عالميا. وفي هذا الصدد، أفاد رئيس الغرفة الثانية للبرلمان، بأن الجزائر ستبقى متضامنة مع كل القضايا العادلة في العالم، وستقف إلى جانب كل الشعوب المظلومة والمضطهدة كما تقف إلى جانب الشعب الصحراوي وتسانده في نضاله السلمي؛ حتى يتمكن من تقرير مصيره في إطار الشرعية الدولية والقوانين واللوائح الأممية. ومن جهتهم، عبّر أعضاء هذا الوفد عن وقوفهم إلى جانب الجزائر والجيش الشعبي الوطني في كل الظروف؛ للحفاظ على أمن واستقرار بلدهم الأم. كما أشادوا بالمكانة التي باتت تحظى بها المرأة في المجتمع الجزائري وتولّيها مناصب مهمة، حسبما أكدته النائب فريدة عميري من البرلمان الفرنسي، التي قالت إن عدد النساء في البرلمان الجزائري يفوق عددهن في البرلمان الفرنسي، وهو دليل على المكانة المهمة التي حققتها المرأة بنضالها، مشيرة إلى أن الغرب يحاول الاستثمار في هذه النقاط للتأثير على الرأي العام ومحاولة إقناعه بغياب الديمقراطية والمساواة بين الجنسين في الدول العربية، غير أن تجربة الجزائر أسكتت هذه الأصوات. وكان هذا اللقاء فرصة لأبناء الجالية لطرح بعض انشغالاتهم، التي تمحورت حول غلاء تذاكر السفر إلى الجزائر، والمطالَبة بفتح مركز ثقافي جزائري بفرنسا للتعريف بثقافة الجزائر وتاريخها، وكذا العمل على التعريف بالإسلام الحقيقي في الوقت الذي تعمل بعض الأطراف وبعض الجاليات على تشويه ديننا الإسلامي بإدخال بعض تقاليدها في الدين، مؤكدين أن الجالية خاصة في باريس، تطالب بإسلام عالمي وحقيقي وليس إسلاما يُنسب إلى بلد معيَّن. وكان هذا الوفد قد استُقبل صباح أمس أيضا، من طرف وزير الشباب والرياضة السيد محمد تهمي، الذي دعا الجالية للتقرب من الحركة الجمعوية؛ بهدف القيام بأعمال مشتركة تعود بالفائدة على الطرفين. كما أوضح الوزير أن الجوانب الخاصة بهذا التقارب عديدة، وتستجيب لمتطلبات الساعة، وكذا لإرادتنا في تثمين العمل ومواهب شبابنا. من جهة أخرى، ذكر السيد تهمي بأن السلطات العمومية وضعت في صميم برامجها الرامية إلى تطوير البعد الخاص بالشباب، التعليم بكل أشكاله والاستفادة من التسلية والثقافة والممارسة الرياضية والتحضير لإدماج الشباب في عالم الشغل. كما صرح الوزير بأن أبواب الحوار مفتوحة أمام المبادرات والمواهب، مضيفا أنه من واجب أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، البقاء على اتصال مع بلدهم الأصلي.