تركز ألعاب القوى الجزائرية حاليا على سباقات المسافات الطويلة ونصف الطويلة، ولم تعد تولي الاهتمام اللازم للمسابقات كالوثب العالي ورمي الجلة والقرص والرمح، حسب العديد من التقنيين الجزائريين الحاضرين في منافسات ألعاب القوى التي جرت على مدار أربعة أيام بميدان باليمبانغ الاندونيسية، ضمن ألعاب التضامن الإسلامي. وقال صاحب فضية 5000 متر في أولمبياد 2000 سيدني، سعيد علي سياف، إن الجزائر لم تعد تشارك كما في السابق في مسابقات الوثب العالي رمي الجلة، القرص، الرمح، الوثب الطويل والقفز بالزانة، وانحصرت فقط عند فئة المعوقين الذين أحرزوا عدة تتويجات في هذا الشأن وأنجبوا أبطالا. مشيرا إلى”أننا بدأنا نفقد ثقافة تلك الرياضات”. وأضاف قائلا : ”ومنذ مشاركة حماد عبد الرحمان في مسابقة القفز العالي(سيدني2000) لم نر خليفة له، وبقينا ننشط وندرب الشباب فقط في السباقات الطويلة ونصف الطويلة، ومع مرور الوقت ضاعت منا معارف مزاولة هذه الاختصاصات، كما استغنينا عن جلب مدربين أكفاء، مثلما كان الشأن في السابق”. وحسب علي سياف، فإن هذه الرياضات تتطلب إمكانيات مادية وبشرية كبيرة، مثل الأطر الفنية المتخصصة في تلك المجالات ووسائل عمل وفق المقاييس الدولية المطلوبة، إلى جانب منشآت تفي الغرض المطلوب. مشيرا إلى أن مصر مثلا لها باع كبير في اختصاصات رمي الجلة والقرص والرمح و«صنعت أبطالها بيدها”، أي بفضل سياستها التي تعتمد على الفنيين المحليين، إضافة إلى السعودية وقطر اللذان يسيران في النهج الصحيح. من جهته، ذكر المدرب بشير محمد معريش، أن الرياضات المذكورة تمارس في الجزائر باحتشام، وهي حاليا تخطو خطوات ثقيلة ولم ترتق بعد إلى المستوى المطلوب لعدة أسباب، من بينها غياب الإرادة لإعادتها إلى السكة عبر إنجاز ميادين تدريب محترمة، والتركيز على تكوين الأطر بإرسالهم على الأقل إلى البلدان التي لها تقاليد في هذه الرياضات للاحتكاك بالمدربين ذوي المستوى الدولي لتبادل الأفكار النظرية والتطبيقية معهم. واعتبر من جهة أخرى، أن الاهتمام بالمواهب الشابة وتلقينها ثقافة وحب ممارسة رياضة رمي الرمح، القرص، الجلة، والوثب الطويل والعالي وغيرها مع توفر الإرادة، سوف يعطي نتائجه مستقبلا، مضيفا أن السعوديين والمصريين على سبيل المثال لا الحصر يتعلمونها في صغر سنهم، فيتعلقون بها ويسخرون لها وقتهم عبر التكثيف من ممارستها يوميا وحصادهم نراه اليوم في هذه الدورة. وختم قائلا : ”الأرقام القياسية التي تحطمت في هذه المنافسات سوف لن تتكرر في دورات ألعاب التضامن الإسلامي مستقبلا، حيث حقق المصري إيهاب عبد الرحمان (السابع في بطولة العالم بموسكو) والمتوج بالذهب بباليمبانغ، رمية بالرمح، طولها 78م و57، ومواطنه أحمد سمير صاحب البرونزية (69 م و09 س)، وفي رمي المطرقة سجل المصري الآخر مصطفى الجمل رمية طولها 77 م 77 س ، وقدرت من جهة أخرى أحسن وثبة طويلة ب 7م و80 س لرياضي سعودي”.