خبراء يسجلون تأخر المنطقة العربية وريادة جزائرية في مجال التعليم كشف السيد خالد كوبع، مدير السياسة العامة والعلاقات مع الحكومات بشمال إفريقيا في شركة "غوغل"، أن 25 مليون شخص فقط من ضمن 85 مليون نسمة مربوطون بالانترنت في المنطقة المغاربية (الجزائر، تونس، المغرب وليبيا). لذا اعتبر أن انتشار هذه الأداة في المنطقة يتطلب بذل جهود كبيرة وقال إنه "تحد لجميع الأطراف المعنية". ودعا إلى توفير البنى التحتية اللازمة واللجوء إلى الابتكار في استخدام الموجود منها لاسيما عبر تقنية "التشارك". شكل موضوع البنى التحتية للاتصالات موضوع نقاش واسع بين الخبراء في مجال تكنولوجيات الاتصال في اليوم الثاني من أشغال المنتدى العربي لحوكمة الانترنت. وتمت الإشارة إلى أهمية تطوير هذه البنى من أجل توفير الانترنت فائق التدفق الذي أصبح في الكثير من البلدان المتطورة يؤثر إيجابا على الناتج الداخلي الخام. وتشهد المنطقة العربية، كما أشار إليه السيد محمد دعبوز، رئيس اللجنة الوطنية للنطاق العريض بوزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال، تأخرا واضحا في مجال الانترنت فائقة السرعة، وهو مايتطلب بذل جهود كبيرة للتخفيف من حجم الهوة المسجلة. فخدمات النطاق العريض في المحمول شهدت طفرة عالمية في السنوات الأخيرة، مثلما قال السيد حسين بدران الخبير المصري، الذي تحدث بالمقابل عن تطور هام تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "مينا" في مجال استخدام النقال، مشيرا إلى أن نسبة مستخدمي الانترنت عبر النقال في المنطقة تبلغ 70 بالمائة وهي مدعوة للارتفاع. لكن ماتحتاجه المنطقة هو توفر أنترنت ذي تدفق عال لأنها الأداة التي تسمح بالتطور الاقتصادي والعلمي، وهوما شدد عليه السيد محمد البشير من قطر الذي قال إن الكثير من أنماط العمل حاليا تحتاج إلى هذا النوع من الانترنت منها العمل في المنزل أو عن بعد. ودعا في هذا السياق القطاع الخاص إلى الاستثمار في مجال البنى التحتية، لكنه اعتبر أن ذلك لن يكون ممكنا دون توفر بعض الشروط لاسيما التحفيزات الضريبية والتسهيلات في منح الرخص. وسجل بأن هناك العديد من التحفيزات التي يمكن للحكومات والمشرعين اللجوء إليها لدفع الخواص للاستثمار في هذا المجال. كما يمكن للحكومة ذاتها الاستثمار بإمكانياتها مثلما هو معمول به في قطر التي حققت نسبة 80 بالمائة من الربط بالانترنت عالي السرعة على مستوى البيوت. ممثل "غوغل" خالد كوبع اعتبر أنه في ظل نقص البنى التحتية في المنطقة، فإنه يمكن اللجوء إلى "إعادة النظر في طريقة استخدام البنى التحتية المتوفرة". وتحدث عن تجربة "غوغل" الابتكارية في هذا المجال، موضحا أن الشركة العالمية حاولت العمل على تقنية التشارك في البنى التحتية التي توجد في بلد ولاتوجد في بلد آخر. إضافة إلى تقنية "تسيير الذبذبات" واستخدام الرواق الخاص بالتلفزيون في بعض المناطق المعزولة. ملخصا تدخله بالقول إنه "يجب الابتكار في تسيير البنى التحتية" تجنبا للجوء إلى ميزانية الدول أو المتعاملين الخواص. وفي انتظار تفعيل الابتكار فإن الدول العربية مازالت متخلفة في استخدام الانترنت كما أوضح السيد حاتم مختاري المستشار في مجال الاستراتيجية الفنية والتقنية بشركة "موبيليس" الذي ألح على ضرورة سد الفجوة الرقمية الكبيرة التي تشهدها المنطقة، لاسيما من خلال استغلال خطوط الهاتف الثابت التي تملكها ثلث العائلات العربية. كما تحدث عن ضرورة اكتساب تكنولوجيات جديدة مثل ال«بي ماكس" والنفاذ باللاسلكي لتعميم الانترنت. في ظل هذه المعطيات، اعترف السيد يوسف الترمان المدير العام لشبكة الدول العربية للتربية والبحث بأن الجزائر رائدة في مجال البنى التحتية الموجهة للتربية والتعليم، لكنه تأسف لغياب شبكة إقليمية في المنطقة، داعيا إلى التوصل لحلول تدعم مجال البحث والتربية. وتعليقا على ذلك، أشار السيد محمد دعبوز إلى أنه لاتوجد حلول عامة يمكن تطبيقها على كل الدول، بالنظر إلى خصوصيات كل بلد، وهو ما يتوجب الانتباه إلى "جلب التكنولوجيا التي نحتاج إليها وليس تلك التي تباع لنا". وشدد على أن الحل في المنطقة هو التركيز على الربط بالألياف البصرية.