ضرب العنف بقوة في ليبيا أمس، إثر مقتل 15 جنديا في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش عسكرية على بعد حوالي مائة كلم إلى جنوب شرق العاصمة طرابلس. وقال علي شيخي، المتحدث باسم الجيش الليبي، إن نقطة تفتيش تابعة للجيش بمنطقة المالطي الواقعة بين ترهونة وبني وليد تعرضت لهجوم عنيف فجر أمس من قبل مجموعة مسلحة مجهولة، مما أودى بحياة 15 جنديا وإصابة أربعة آخرين. وعلى إثر هذا الهجوم، سارعت قوات الجيش الليبي إلى إغلاق الطريق الرابط بين المدينتين، وأعلنت حالة استنفار قصوى مع إطلاقها لعملية مطاردة ضد المنفذين. ويعد هذا الهجوم الآدمى من نوعه، الذي تتعرض له قوات الجيش الليبي الذي لا يزال في طور التشكيل، ويجد المشرفون عليه صعوبة في إقناع المليشيات المسلحة والثوار السابقون الذين حاربوا النظام السابق للانضمام إلى صفوفه. يذكر، أن الهجوم تزامن مع اغتيال رئيس وحدة "القوات الخاصة" بمدينة بنغازي من قبل مسلحين مجهولين. وقال محمد الحجازي، الخبير الأمني والعسكري بالغرفة الأمنية المشتركة بهذه المدينة، إن مسلحين مجهولين اغتالوا عبد الله المهدوي، رئيس وحدة "القوات الخاصة" أمس، بمنطقة الحدائق ببنغازي. وكان القتيل يعمل بالقوات الخاصة ثم أحيل على التقاعد، ليعمل موظفا بالبريد وعاد للخدمة بعد استدعائه مجددا. وأصبحت العناصر الأمنية الليبية هدفا لهجمات واغتيالات مستمرة أودت بحياة العديد من الضباط في الآونة الأخيرة خاصة بمدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد، ومهد الحركة الاحتجاجية التي تحولت سريعا إلى نزاع مسلح وانتهت بالإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في أكتوبر 2011. ومنذ ذلك التاريخ، وجدت السلطات الليبية الجديدة نفسها في مواجهة موجة عنف متنامية لم تستطع حتى بعد مرور العامين من الإطاحة بالنظام السابق من وضع حد لها، بعدما فشلت في احتواء فوضى السلاح التي انعكست سلبا على أمن واستقرار كامل البلاد. وهو ما اضطرها إلى الاستعانة بشركات أمنية أجنبية لمساعدتها على تأمين وحماية حدودها من تسلل المسلحين من وإلى ليبيا.