تدور الأيام لتبقى الأحجار في وديانها وترجع الشعوب إلى فضيلتها ويختار التاريخ عقارب وقته ليوقف الذاكرة عند محطة الأمجاد والانتصارات. أيام العرب محفورة في ذاكرة التاريخ وغير قابلة للنسيان أو التراجع أمام تاريخ لم يصنعه العرب. أحداث وأحداث تمر لكنها لا تعدو أن تكون فقاعات سرعان ما يلفظها التاريخ لأنها ليست صنيعة الشعوب بقدر ما هي تجسيد لمخططات ومؤامرات مشبوهة دست ليلا في الأجندة العربية والتي لن ترقى يوما إلى مستوى التاريخ. أيام العرب هي انتصاراتهم حتى وهم يهزمون فالهزيمة بكرامة وشرف وتحت ظلال السيوف انتصار، وإلا كيف حولت هزيمة العرب في 67 إلى حرب استنزاف ثم إلى انتصار أكتوبر. هذه الانتصارات الحقيقية هي التي تحييها الذاكرة العربية وتحتفل بها من المحيط إلى الخليج لأنها تمثل الوحدة والمصير المشترك ولأنها حرب ضد عدو واحد. الفوضى التي غزت وطننا العربي حتى وإن كانت ”خلاقة” أدنى من أن تكون تاريخا مشرفا يجمع العرب لأن العرب لا يلتفتون إلا لأيام التاريخ التي صنعوها بدمائهم الطاهرة التي حررت الأرض والعرض. أكتوبر يعود بثقل أكبر وبرمز أبلغ عله يكون المرجع لكل هؤلاء العرب الذين ربما نسوا يوما أنهم إخوة.