أبصار وأسماع المصريين مشدودة اليوم ترقبا لما قد يحدث في الذكرى الأربعين لانتصارات السادس من أكتوبر 1973، حيث أن الاحتفال - هذه المرة - بهذه الذكرى لم يعد قائما على الطريقة المعهودة خلال أربعة عقود مضت.. حيث يستقبل المصريون هذا العيد بابتهاج وفخر كبيرين، لما يمثله للذاكرة الجمعية المصرية والعربية من مصادر غبطة وافتخار، حيث تمكن الجيش المصري رفقة جيوش عربية من دحر الاحتلال الإسرائيلي في أول انتصار عربي على العدو الصهيوني.. وظل هذا التاريخ يمثل عربون وفاء متبادل بين الشعب والجيش، حيث يتم دوما في هذه الذكرى إعادة تشكيل اللحمة من جديد. هذه المرة دون كل المرات السابقة، يأتي هذا "العيد" مشحونا بالمشاعر المتناقضة، مفعما بالخشية والخوف عما ستسفر عنه المظاهرات التي دعا لها الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من تيارات الإسلام السياسي المنضوية تحت "تحالف دعم الشرعية". كما أن الشعارات التي ظلت تزين شوارع "أم الدنيا" في مثل هذه المناسبة والتي تتغنى ب«خير أجناد الأرض وأبطال العبور" لم يعد متفقا حولها هذه المرة، حيث أن عرابي "التحالف" ظلوا يؤكدون خلال الفترة الأخيرة اكتشافهم "ضعف هذا الحديث" إسنادا واصطلاحا. وقال بعضهم إنه حديث موضوع، فيما أكد البعض الآخر أنه من الإسرائيليات!. ومن الواضح أن الخلاف السياسي، أوبالأحرى الصدام السياسي، قد يتيح للبعض بإعادة النظر حتى في الأحاديث النبوية الشريفة بين موقف وآخر، وهذا تحديدا ما يحدث منذ الثالث من جويلية 2013 في مصر تاريخ عزل مرسي، حيث انقلبت قصائد المديح التي ظلت أهدى من "الشيوخ" لأصحاب "الكاكي" الى قصائد هجاء وتكفير أحيانا. المهم في الأمر أن مصر اليوم في هذا الاحتفال أقرب ما تكون إلى احتفالات أكتوبر 1981، عندما انقلب "الفرح" إلى "ترح" بفعل الجماعات الإسلامية التي استغلت الفرصة لاغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في يوم عرسه العسكري. فهل تنجح جماعات الاسلام السياسي هذه المرة أيضاً في إفساد "الفرحة" التي يستعد السيسي لصنعها في هذا اليوم، وإن لم يكن بالفعل أحد أبطال تلك الحرب المجيدة؟.