ستكون كل قلوب الشعب الجزائري مشدودة اليوم إلى ما ستسفر عنه مواجهة الخضر بداية من الساعة الخامسة مساء بتوقيت الجزائر ضد نظيره البوركينابي، في ملعب 5 أوت بواغادوغو لحساب ذهاب الدور التصفوي الأخير المؤهل لكأس العالم 2014 بالبرازيل، فقد دقت ساعة الحسم بالنسبة للفريق الوطني، الذي عليه أن يحسن تسيير هذه المباراة ويحاول تحقيق نتيجة إيجابية قبل لقاء العودة، المقررة في الجزائر يوم 19 نوفمبر القادم، فلم يبق أمام المنتخب الوطني سوى 180 دقيقة لبلوغ البرازيل. فرغم الحرب النفسية التي يفرضها فريق بوركينا فاسو على المنتخب الوطني الجزائري الذي وصل يوم الخميس إلى واغادوغو في فوضى كبيرة، إلا أن الخضر حافظوا على تركيزهم، حيث كانوا على علم بأن الأمور لن تكون سهلة خلال هذا التنقل، وليست سهلة في إفريقيا ككل، فقد حاول البوركينابيون اللعب على أعصاب الجزائريين، غير أن هؤلاء بقوا هادئين، فليس أمامهم أي خيار سوى أن يبقوا في أجواء المباراة ولا يعيروا أي اهتمام لما يدبّره الفريق الخصم، الذي يسعى هو الآخر إلى حسم الأمور في واغادوغو دون انتظار لقاء العودة، فالفريق الوطني في أفضلية؛ لأنه سيستقبل خصمه في المباراة الثانية هنا في الجزائر، مما سيعطيه حظوظا أكبر للتأهل إلى المونديال. ويستذكر اللاعبون أجواء أم درمان بالسودان سنة 2009، حيث يريدون لعب مباراة اليوم بنفس تلك الروح التي كانت كبيرة والتي أهلت الخضر إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، فاللاعبون الذين عايشوا تلك الأجواء يعرفون جيدا ذلك الإحساس الكبير الذي دام لعدة أيام، خاصة بعد الاستقبال التاريخي للأنصار في العاصمة وضواحيها، هذه الأجواء التي يريد أن يعيشها اللاعبون الآخرون، الذين لم يكونوا حاضرين في أم درمان، والذين جاءتهم الفرصة لكي يخلقوا نفس الظروف، فالتأهل إلى كأس العالم بين أيديهم، وليس لديهم الوقت الكافي لوضع أي حسابات؛ لأن المهم اليوم هو تحقيق نتيجة إيجابية. ولا تهم الطريقة في اللعب بقدر ما يهم اليوم التسجيل في مرمى البوركينابيين مع محاولة الحفاظ على شباك المنتخب الوطني نظيفة إن أمكن؛ فأي هدف تسجله العناصر الوطنية سيكون له دور كبير في مباراة العودة في ملعب تشاكر بالبليدة، فمهمة اللاعبين اليوم هي اللعب كرجل واحد بتضامن كبير حتى يمنعوا الفريق الخصم من الوصول إلى شباكهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى مساعدة سوداني وغيلاس وسليماني وعودية للوصول إلى تسجيل الأهداف.ويعلم الطاقم الفني واللاعبون بأن المهمة لن تكون سهلة اليوم أمام فريق بوركينا فاسو، الذي ليس لديه ما يخسره إن أُقصي؛ لأنه سيكون ذلك على يد فريق ذهب إلى المونديال ثلاث مرات ويبحث عن الرابعة، في حين إن تأهل المنتخب البوركينابي سيكون ذلك لأول مرة في تاريخه الكروي. صعوبة اللقاء ستكون أيضا بسبب توقيت المباراة الذي اختاره منتخب بوركينا فاسو، الذي سيكون على الساعة الرابعة زوالا بالتوقيت المحلي، والذي يعرف حرارة ورطوبة عاليتين في واغادوغو. كما أن القوة البدنية والقامة الطويلة التي يتمتع بها لاعبو المنتخب البوركينابي، من شأنها أن تخلق مشاكل كثيرة لعناصر المنتخب الوطني، الذين عليهم محاولة ربح الصراعات الفردية، والانطلاق بسرعة في الهجمات المعاكسة من أجل مباغتة الفريق الخصم، فالتسجيل أوّلا من شأنه أن يحط من معنويات المنتخب البوركينابي، وهذا ما على الفريق الوطني استغلاله في ال90 دقيقة من المباراة، وكل شيء يبقى متعلقا بالخطة التي سينتهجها المدرب وحيد حليلوزيتش بمناسبة هذه المقابلة.