شهدت العديد من مكتبات العاصمة إقبالا واسعا على كتب الطبخ من طرف السيدات خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك؛ لرغبة ربات البيوت في إضفاء وصفات جديدة على مائدة العيد؛ إذ تكثر العزائم. يتميز الطبخ الجزائري خلال عيد الأضحى بثرائه، حيث تعتمد السيدات على التنويع المستمر في الوصفات طيلة أيام العيد؛ ما يدفعهن إلى اقتناء أكبر عدد ممكن من الكتب الخاصة بالطبخ؛ سواء تلك التي تحمل وصفات محلية تتنوع بين الغربية والقبائلية والبسكرية، وأخرى للدول المجاورة، لاسيما المغربية والتونسية، أو الأجنبية من إيطاليا وإسبانيا، والتي تتميز باقتراب وصفاتها من المطبخ العربي؛ باعتبارها دول البحر الأبيض المتوسط. وترى النساء منكبّات، يتصفّحن الكتب ويتأملن بشراهة الصور الملوّنة المغرية لكتب الطبخ، بعدما تحولت عادة اقتنائها قبل وخلال المناسبات الدينية، إلى ظاهرة تستحق الوقوف عندها؛ لما يرافقها من هوس البحث عن وصفات جديدة لطبّاخات يظهرن بالفضائيات، على غرار شميشة وحورية المطبخ أو منال العالم. تدخل كتب الطبخ في مقدمة مقتنيات كثير من السيدات، سواء العاملات أو ربات البيوت خاصة حديثات الزواج، لإعداد مختلف الأطباق وإرضاء أذواق أفراد العائلة. ولم يقتصر بيع هذه الكتب على المحلات فقط وإنما تعمّد بعض الشباب عرضها على الأرصفة، حيث أقبلت السيدات على تصفّحها بنهم شديد. واعترفت إحداهن بأنها تجد صعوبة في تنويع الأطباق واختيار وصفات جديدة بهذه المناسبة، لاسيما أنها تشهد تعدد العزائم واللمّة العائلية في هذه الأيام. وحسبما أكد لنا يوسف بائع لكتب الطبخ بحي “ميسونيي” بالعاصمة، فإن هذه التجارة تعرف خلال هذه الفترة، إقبالا متزايدا من طرف السيدات، حيث نفدت كتب كثيرة في فترة وجيزة مقارنة مع بقية أشهر السنة”. وأضاف: “إن كتب الطبخ تطورت كثيرا عما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية، وتلقى رواجا واسعا عند ربات البيوت؛ لما تحمله من وصفات منوعة مع شرح خطوات تحضير الأكلات الخاصة بالأعياد، حيث تتميز وصفاتها بالنجاح خلال تحضيرها، لاسيما أنها مبسطة الشرح، ويبلغ اقتناؤها ذروته خلال الأعياد الدينية”. خلال الجولة التي قادت “المساء” إلى أحياء العاصمة، تقربنا من بعض النسوة اللاتي كن بصدد البحث في الكتب المعروضة للحصول على أحسنها، فقالت راضية التي لم يمض على زواجها سوى بضعة أشهر وهذا العيد هو الأول في بيت زوجها: “أقتني كتب الطبخ لأستعين بها في تحضير الأطباق، خاصة أن زوجي من عشاق التجديد في الوصفات”. من جهتها، أكدت السيدة أسماء أنها من هواة الطبخ، وتتابع باستمرار الجديد في هذا المجال، لاسيما من خلال القنوات الفضائية، التي تقدّم وصفات من مختلف دول العالم، لتجرّبها خلال عيد الأضحى، الذي تعتبره فرصة للإبداع والتنوع في إبهار أفراد الأسرة، خاصة مع توفر المكون الأساسي الذي يعشقه الجميع ويعتبرونه مصدر “البنّة”؛ لحم الخروف. أكد جل النسوة أن أسعار الكتب تتراوح بين 150دج و200 دج، وتحمل ما بين 15 و20 وصفة عصرية وأخرى تقليدية، وهي في متناول الجميع.