إحياءً لذكرى مظاهرات 17 أكتوبر 1961 التي يجهل خلفياتها الكثير من الشباب، ارتأى المشرفون على دار الشباب “اباري امزيان” ببلدية الشراڤة، تنظيم معرض تحسيسي بالمناسبة، حمل شعار “ليبقى التاريخ في ذاكرتي”، سطّرت فيه العديد من البرامج والأنشطة التي تصب كلها في إطار ترسيخ هذا الحدث التاريخي الهام، الذي يُنتظر أن يمتد أسبوعا كاملا بعد 17 أكتوبر. في الوقت الذي تترسخ بعض الأحداث التاريخية بذاكرة الشباب عموما، على غرار تاريخ اندلاع الثورة التحريرية ومجازر الثامن ماي، نجد أن بعض الأحداث الأخرى يجهلها جيل الاستقلال رغم أهميتها، ومن بين هذه الأحداث نذكر مظاهرات 17 أكتوبر 1961. وانطلاقا من هذا المبدأ يقول أنيس محالة مدير دار الشباب ل “المساء”، “لقد اخترنا إحياء الذاكرة التاريخية لمظاهرات 17 أكتوبر، التي تُعتبر من بين المحطات التاريخية الهامة في نضال الشعب الجزائري؛ بحكم جهلها من الشباب عموما، فلا يخفى عليكم أن مظاهرات 17 أكتوبر كانت دلالة على النضج السياسي الذي أضحى عليه الشعب الجزائري، فيوم قرر الخروج في مظاهرات سلمية لكسر حظر التجول الذي فُرض على المهاجرين بالأراضي الفرنسية، كان مصيرهم الغرق وظلام السجون”. وأضاف: “نعطي على مستوى دار الشباب أهمية كبيرة لكل الأحداث التاريخية؛ من خلال تسطير برنامج ثري ومتنوع، بدأ بتنظيم معرض للكتاب يحوي العديد من الكتب التاريخية لأبطال الثورة التحريرية، إلى جانب معرض للصور يخلّد ذكرى المجاهدين الأبطال، ناهيك عن تنظيم مسابقة ثقافية وتاريخية ومعرض للرسم ومحاضرات حول الثورة التحريرية”. ويوم 17 أكتوبر يستطرد مدير دار الشباب “عملنا على إخراج المعرض إلى الشارع بعد تسطير العديد من الأنشطة التاريخية، التثقيفية والتربوية بمعرض مفتوح احتضنته ساحة الأمير عبد القادر ببلدية الشراڤة، حتى يتسنى لعامة الناس الاستفادة من برامجنا، المتمثلة في أناشيد وطنية وعرض مسرحية ومسابقات ثقافية حول الحدث، إلى جانب إلقاء بعض المحاضرات حول الذكرى التاريخية، ناهيك عن رسم جداريتين لتخليدها، وتأطير بعض المنافسات الرياضية”. ومن المنتظر أن يمتد المعرض إلى ما بعد 17 أكتوبر بدار الشباب لترسيخ الذكرى ولتكون المنفعة عامة، خاصة أن دار الشباب مكان عام تقصده كل الشرائح العمرية”. عند تجول “المساء” بأجنحة المعرض بدار الشباب، وقفنا على الإقبال الكبير للأطفال لا سيما أنه تزامن ويوم السبت، وهو يوم عطلتهم، حيث شد انتباهنا احتكاك الأطفال بالكتب من خلال تصفّحها. وفي دردشتنا مع بعضهم أفادونا بأن المعرض سمح لهم بالتعرف على بعض الأحداث التاريخية من خلال الكتب المعروضة التي حملت عناوين مختلفة، واعتبروه أيضا فضاء لإنجاز بعض البحوث التي طُلبت منهم بمناسبة هذا الحدث التاريخي، إلى جانب الإقبال على ورشات الرسم؛ حيث أبدع الأطفال في رسم كباش العيد بأحجام وأشكال مختلفة تعكس شغفهم وفرحتهم بالعيد.