أدانت الأوساط الثقافية والشعرية في العراق بصفة عامة والوسط الثقافي الكردي بصفة خاصة، حادثة قيام مجهولين بكسر جزء من قبر الشاعر الكوردي شيركو بيكس بمدينة السليمانية بالعراق محاولين حرقه، بعد أيام من حادث مماثل استهدف فيه تمثال الحب. واستنكر عدد من الناشطين والمثقفين على مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة، مشيرين إلى أن ذلك يمثل تطرفا وتعصبا، مطالبين الجهات المختصة بسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة. وذكرت مصادر إعلامية أن أشخاصا مجهولين قاموا بتحطيم أجزاء من قبر الشاعر الكردي المعروف شيركو بيكس، الذي يقع في حديقة آزادي بمدينة السليمانية، حيث دفن هناك بناء على وصيته. وأضاف شهود العيان أن المجهولين حاولوا إحراق القبر قبل أن يأتي عناصر الأمن لمكان الحادث الذي فر منه فاعلوه إلى جهة مجهولة. وتمكن مجهولون في مدينة السليمانية قبل يومين من حرق تمثال الحب الذي يتوسط حديقة ازادي. وشيركو بيكاس شاعر كردي ولد في السليمانية، العراق، يوم الثاني من ماي 1940، لوالده فائق بيكس، وهو أحد الشعراء الكرد المشهورين، مناضل وطني وأحد قادة انتفاضة السادس من جويلية عام 1930 التي كلفته السجن، ثم الإبعاد إلى جنوب العراق. كان والده من مناصري حرية المرأة ومتأثرا بطروحات قاسم أمين، شعر الرصافي، الزهاوي وشعراء تلك الحقبة، أما الوالدة وهي في العقد الثامن من عمرها، فتعيش وأخته في الولاياتالمتحدةالأمريكية. كان لوالدة شيركو بيكاس دور في ولادة الشاعر، حيث ورثته أمه معرفة ومحبة اللغة الكردية من خلال الأساطير والحكايات الشعبية التي كانت ترويها له ولأخواته، ومن خلال الأغاني الكردية التي كانت تغنيها لهم عند حلول الليل. فر الشاعر إلى خارج العراق؛ أولا إلى إيران ومن ثم إلى سورية، ثم إيطاليا بدعوة من لجنة حقوق الإنسان في فلورنسا في عام 1987-1988. وعند حصوله على جائزة “توخولسكي” الأدبية من السويد، سافر إلى هناك وطلب اللجوء السياسي، وفي نهاية عام 1990 سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنذ سنة 1988 اختيرت قصيدة له مع نبذة من حياته، تدرس كمادة في كتاب أنطولوجيا في كل من الولاياتالمتحدة وكندا للمرحلة الأولى من دراسة المتوسطة. نشر الشاعر الراحل باللغة الكردية منذ إصدار أول ديوان له عام 1968، أكثر من ثلاثين مجموعة شعرية، تضم هذه الدواوين القصائد القصيرة والطويلة، المسرحيات الشعرية، النصوص المفتوحة والقصص الشعرية. ترجمت مختارات من قصائده إلى أكثر من عشر لغات في العالم، وفي عام 2001 منح جائزة “ثيرة ميرد” للشعر في السليمانية، وحصل عام 2005 على جائزة “عنقاء الذهبية العراقية”.