أحجمت المؤسسة العامة للسينما في دمشق عن منع أو السماح لعرض فيلم عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش للمخرج السينمائي الفلسطيني نصري حجاج الذي حاول ولعدة أشهر الحصول على موافقة لعرضه لكن دون جدوى. تدور أحداث الفيلم حول الأمكنة التي حل بها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وحسب نصري حجاج ظهور الشاعر الإسرائيلي إسحاق لاؤور في الفيلم هو السبب وراء عدم موافقة المؤسسة العامة للسينما في دمشق على عرض الفيلم. وفي ذات السياق أكد حجاج أنه رغم أن الشاعر لاؤور من أصل يهودي إسرائيلي غير أنه معادٍ للصهيونية ويظهر في الفيلم وهو يقرأ قصيدة محمود درويش ''عندما يبتعد'' من ديوانه ''لماذا تركت الحصان وحيدا؟'' والتي يقول فيها الشاعر ''لولا المسدس لاختلط الناي بالناي''، و''سلم على بيتنا يا غريب''، وهي القصيدة التي رأى فيها كثيرون نوعًا من التطبيع مع الإسرائيليين. وقال المخرج حين يقول درويش عبارة ''للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا''، ويعيد ''لاؤور'' وراءه العبارة نفسها، فإن العدو هو نفسه في العبارتين، أي إسرائيل، وأشار ذات المتحدث إلى أن ''الإسرائيليين غضبوا منه واعتبروه خدع لاؤور، بينما اعتبره العرب مطبعا مع الإسرائيليين''. وقال حجاج عن أهمية العرض في دمشق بالنسبة له، ''بادرت للعرض في دمشق لأهميته بالنسبة إلى درويش، لقد أحبه درويش وقدم فيه أجمل قراءاته، كذلك فإن جمهور سوريا رائع في حبه لدرويش''، مضيفا أن هناك سببا آخر دفعه لمبادرة العرض في دمشق، هو أنه صور فيه جزءًا من الفيلم، وتمنى لو يعرض الفيلم في كل الأماكن التي صور فيها. وظهر في الفيلم عدد من الشعراء الذين قرأوا قصائد درويش بلغاتهم كدومينيك دوفيلبان، وزير الخارجية الفرنسي السابق، والبرتغالي خوسيه ساراماغو، والشاعر الكردي شيركو بيكس. للإشارة فلقد عرض الفيلم حتى الآن في مهرجان للسينما الفلسطينية في لندن، وفي مسرح الأوديون بباريس، وفي دبي بحضور دوفيلبان وزوجته، وفي ميونخ، وتكساس، وفي المسرح البلدي في تونس، كما عرض في بيروت وحيفا في وقت واحد في فيفري الماضي.