قررت وزارة الثقافة ووالي تيزي وزو، تسمية ملحقة المكتبة الوطنية التي استفادت منها الولاية باسم المفكر الباحث الأكاديمي والمؤرخ الراحل محمد أركون، وذلك تقديرا وعرفانا لمجهوداته وما قدمه للثقافة. وتم اختيار تسمية هذه المنشأة بمحمد أركون، والتي يُنتظر أن تفتح أبوابها خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة؛ لكون المشروع يعكس الحوار الثقافي، وهي القضية التي ناضل من أجلها ابنها أركون، في حين تم انتقاء شعار “فكر ملتزم إزاء السلم” لهذه المكتبة التي تحمل اسم ابن منطقة أث يني، الواقعة بالمرتفعات الجبلية لتيزي وزو، حيث وُلد عام 1928 وعاش مع عائلته. وتنقّل أركون مع عائلته إلى عين تيموشنت، وهناك درس في الطور الابتدائي، لينتقل إلى وهران؛ حيث واصل دراسته الثانوية بمدرسة “الآباء البيض”. بالمقابل، شعر أركون الذي ينتمي إلى عائلة فقيرة، ب “صدمة ثقافية” حينما انتقل إلى قرية غنية يقيم بها مستوطنون فرنسيون. ودرس أركون الأدب العربي والقانون والفلسفة والجغرافية بجامعة الجزائر، ثم بتدخل من المستشرق الفرنسي لوي ماسينيون قام أركون بإعداد شهادة “التبريز في اللغة والآداب العربية” في جامعة السوربون، حيث ركز المؤرخ الجزائري في أطروحته على ابن مسكويه. وتحصّل أركون على عدة جوائز منها لواء الشرف، جائزة بالمز الأكاديمية، جائزة ليفي ديلا فيدا لدراسات الشرق الأوسط في كاليفورنيا، دكتوراه شرف من جامعة إكسيتر عام 2002 وغيرها. كما كتب محمد أركون كتبه باللغة الفرنسية والإنجليزية، وتُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات من بينها العربية، الهولندية، الإنجليزية والإندونيسية. ومن مؤلفاته المترجمة إلى العربية “الفكر العربي”، “الإسلام: أصالة وممارسة”، “الفكر الإسلامي: قراءة علمية” وغيرها إلى أن فارق الحياة في 2010 عن عمر ناهز 82 عاما، بعد معاناة مع المرض في العاصمة الفرنسية ودُفن بالمغرب.