انطلقت، أمس، بقاعة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية، أشغال ”الملتقى الوطني الأول حول ”البيوتكنولوجية، المركبات الطبيعية والأمراض الخلوية”، الذي بادر بتنظيمه قسم علوم الطبيعة والحياة لجامعة الحاج لخضر، بالتنسيق مع مخبر البيوتكنولوجيا، بمساهمة جامعة الحاج لخضر وجمعية آمال لمساعدة مرضى السرطان والمجلس الشعبي الولائي. يهدف الملتقى إلى البحث في جديد البحوث العلمية التي تناولت الموضوع، حسبما أوضحه البروفيسور يحيى مولود رئيس الهيئة العلمية والتنظيم ومدير مخبر بيوتكنولوجيا الجزئيات الحيوية والنشطة والأمراض الخلوية بجامعة باتنة والذي أبرز أهمية مثل هذه الملتقيات التي تهدف لجمع الباحثين والاطلاع على آخر المستجدات في الأبحاث العلمية في مراكز البحوث الجزائرية والمخابر، إضافة للبحث في كيفية وضع استرايجية لدفع الميدان للتطور، وتوعية وتحسيس الشركاء، وفقا للمقاربة التشاركية من أجل تطوير البحث لخدمة الإنسانية. ووفق هذا الإطار، فإن منظمي الملتقى قد حدّدوا إشكاليته التي تنحصر أساسا في ماهية الآليات القانونية والوسائل الممكنة بهدف وضع استراتيجية واضحة المعالم. ويشارك في فعاليات هذا الملتقى باحثون ومختصون من مختلف جامعات الوطن، وتنقسم أعمال الملتقى إلى 03 محاور يتناول الأول كيفية استخلاص وتنقية الجزيئات البيولوجية النشطة انطلاقا من وظائف النباتات والكائنات الدقيقة أما الثاني فيتناول الأمراض الخلوية من ناحية وراثية أما المحور الثالث فيتعلق بالولادة. واستعرض الدكتور هابة حمادة، خلال الفترة الصباحية التي تضمنت إضافة لذلك 06 مداخلات شفهية، دراسة كيميائية وبيولوجية لبعض المركبات الفعالة من نباتات طبية مستعملة في التداوي بالأعشاب. وتهدف لتثمين المعرفة الطلابية في الطب الشعبي المتوارث وتأكيد المعلومة بطريقة علمية حسب المحاضر الذي استحضر نماذج لأعشاب طبية على غرار ”أفوربيا” ويطلق عليها اسم أم اللبن وبالشاوية ”ثانغوث” التي تستعمل في علاج حب "الثلال” ولسعات العقارب وكشف بالمناسبة عن وجود اكثر من 500000 نوع نباتي لم يستغل منها سوى 15 بالمائة، إلى جانب ذلك ركز على دور الرقابة لتفادي كل ما من شأنه الإضرار بصحة الإنسان بسبب الجهل بتوظيف طريق التداوي بالأعشاب الطبية العلمية. وفي السياق، أضافت الأستاذة شبعاني فوزية باحثة في علم البيولوجيا والكيمياء النباتية ورئيسة جمعية آمال لمرضى السرطان بباتنة أن ثمة من الانشغالات المشتركة بين الباحثين والمرضى لضبط برامج ومخططات وطنية تسعى إلى العمل وفق معايير موحدة ومنظمة وبأساليب جديدة ومتطورة تمكن من تقديم خدمات صحية كافية. ولاحظت المتحدثة أنه بالرغم من نقاط القوة العديدة، التي تم تسجيلها والمتمثلة في أهمية التداوي بالأعشاب الطبية إلا أنها حذرت بالمقابل من استعمال هذه الطريقة لأغراض تجارية التي لا يجني منها المرضى سوى المخاطر ودفع الملايين لأناس لا يفقهون في طب الأعشاب شيئا. للإشارة، يشكل هذا الملتقى الوطني الأول من نوعه، الذي ستناقش فيه 140 ورقة علمية منتقاة من أصل 500 ورقة علمية، تتناول مداخلات شفوية ومداخلات في صورة ملصقات مناسبة لمناقشة الموضوع بإسهاب والخروج بتوصيات تأخذ في الحسبان أهمية تعزيز التواصل وتكثيف مثل هذه المبادرات لتبادل الخبرات في ميدان البحث العلمي.