أعرب وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة عن التزام الجزائر مجددا بموقفها الداعم والمساند لحق الشعوب الإفريقية في الاستقرار والأمن في القارة، مؤكدا أن هذه المهمة تقع بالأساس على الشباب، ومن ذلك تصفية آخر أوجه الاستعمار التقليدي بإفريقيا، في إشارة إلى الاحتلال المغربي للصحراء الغربية. وقال وزير الخارجية إن إفريقيا تواجه اليوم تحديات كبيرة، أهمها تحقيق التنمية المستدامة، ودعا شباب القارة ليكونوا أهلا لحمل مشعل البناء والتشييد. وعبّر رئيس الدبلوماسية الجزائرية لدى مشاركته في فعاليات إحياء يوم الشباب الإفريقي، التي أقيمت يوم الخميس الماضي بمخيّم الشباب بسيدي فرج، عن امتنان الجزائر لمنظمة الاتحاد الإفريقي لاختيارها الفاتح نوفمبر من كل سنة وجعله مناسبة للاحتفال بعيد الشباب الإفريقي الذي أقره الاتحاد الإفريقي بقمة القادة الأفارقة ببانغي عام 2006؛ تيمّنا بعظمة الثورة الجزائرية. وأوضح الوزير أن هذا الاختيار يأتي في سياق الاعتزاز بذكرى الثورة المجيدة وتشريفها، وكعرفان لما قدمته الجزائر للقارة على مدى سنوات. وقال إن "نوفمبر هو الذي صنع الأجيال التي حررت الجزائر، وجعلت من القارة الإفريقية قبرا للاستعمار الغاشم، وهي الأجيال نفسها التي ورّثت مسيرة الحرية ومسيرة البناء والتشييد وتوحيد قارتنا من أجل السلام وازدهار الشعوب". وقال لعمامرة إن الواجب يملي على شباب القارة السمراء اليوم مهمة حمل مشعل الوحدة والتشييد، وهو الواجب الذي من شأنه أن يحفّز الاستمرارية التاريخية ما بين الأجيال ويضعها أمام تحدي تحقيق التنمية المستدامة للقارة. من جهته، قال السيد عبد القادر مساهل وزير الاتصال إن الشبيبة الإفريقية تحيي يومها الإفريقي المحتفل به في ال54 دولة عضو في الاتحاد الإفريقي؛ بهدف استقراء مستقبل القارة وبنائه بسواعد شبابها، ولفت إلى أن الشباب الإفريقيين يواجهون تحديات كبيرة، لعل أهمها تحدي تحقيق التنمية الشاملة في القارة، واعتبر كل شاب إفريقي مشارك في احتفالات سيدي فرج سفيرا عن بلده، وعليه تأدية هذه الرسالة لشباب بلده. وفي السياق، حيّى وزير الشبيبة والرياضة السيد محمد تهمي حركة الشباب الإفريقي، ودعاها لتبرهن بجدارة أن مستقبل قارتها السياسي والاقتصادي والاجتماعي يقبع بين أيدي شبابها الواعين تماما بالثروات الكبيرة لإفريقيا من جهة، وعلمهم بالتحديات الكبيرة التي تواجهها من جهة أخرى، ولفت إلى أن "هؤلاء الشباب في حاجة لإعطائهم الفرصة للمساهمة في كل برامج التنمية، الرامية إلى النهوض بقارة إفريقيا". وجدير بالإشارة إلى أن يوم الشباب الإفريقي في طبعته الثامنة هذه السنة، جاء تحت شعار "شباب إفريقيا حامل للتاريخ والمواطنة". وقد شارك في الاحتفالية شباب من حوالي 30 دولة إفريقية، وحضرها إلى جانب ممثلي الحكومة الجزائرية، عدة سفراء من دول إفريقية. وقد تزامنت المناسبة مع الإعلان عن أجندة الألفية لتنمية إفريقيا ببرنامج طموح، يمتد على مدار الخمسين سنة القادمة. وسيتم فتح استشارات وطنية وجهوية وقارية حول أجندة 2063، وخاصة في الشق المتعلق بالشباب.