لاتزال عدة أحياء ببلدية دالي إبراهيم على غرار حي اسطاوالي الصغرى وعين الله، تشكو عدة نقائص، حسبما لاحظت "المساء" من خلال الزيارة الاستطلاعية لبعض الأحياء، حيث يشتكي السكان خاصة من مشكل تردّي المحيط جراء تراكم النفايات المنزلية، الأمر الذي ترتّب عنه إصابة عدة أشخاص بأمراض مزمنة وخاصة التنفسية منها، مطالبين السلطات المعنية بضرورة التحرك لتخليصهم من الوضعية التي يعيشونها منذ سنوات. فزائر بلدية دالي ابراهيم يلاحظ الكم الهائل من النفايات المكدسة من طرف مصالح النظافة، وبالأخص على مستوى حي عين الله، الذي لا يفصله عن مقر البلدية إلا شارع واحد فقط. والأمر الذي زاد من قلق وخوف السكان هو لا مبالاة المصالح المعنية بالمشكل الذي بات يهدد صحتهم وصحة أولادهم بالخطر. وحسب شهادات بعض العائلات القاطنة بحي عين الله ل “المساء”، فإن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، مستغربة أمر عدم رفع هذا الكم الهائل من النفايات المنزلية، التي جلبت معها الروائح التي تسد الأنفاس، فضلا عن مختلف الحشرات الضارة والحيوانات المتشردة، إذ أبدت هذه العائلات تخوفها من الأمراض والأوبئة التي قد تصيبها. وفي نفس السياق، أعرب مواطن بنفس الحي، عن انتقاده للوضعية التي لاتزال قائمة رغم الشكاوي العديدة التي تقدموا بها إلى مصالح البلدية، حيث تسلّمت “المساء” نسخة من إمضاء عريضة شكوى ممضاة من طرف السكان، تفصّل الوضعية المتردية التي يعيشونها، قائلا في نفس الوقت: “سئمنا من الحالة التي نعيشها بسبب تراكم الأوساخ، محوّلة بذلك الحي إلى مفرغة عشوائية، ومسببة لعدة أشخاص مختلف الأمراض، على غرار الربو وغيره . وفي هذا السياق، أشار محدّثونا إلى مشكل آخر، هو عدم تهيئة قنوات الصرف الصحي، التي شهدت حالة مهترئة جدا، فضلا عن تسرب المياه المستعمَلة في بعض الأحياء، على غرار حي اسطاوالي، هذا ما أكده محدثونا، وكل آمالهم التفات السلطات المعنية لذلك. وفي ظل هذه الوضعية غير اللائقة، دعا سكان حي عين الله إلى تدخّل السلطات المحلية وكذا عمال النظافة، لجمع ونقل النفايات المنزلية بعيدا عن المجمعات السكنية، قبل إصابة المزيد من السكان بمختلف الأمراض، كما شدّد آخرون على ضرورة تحرك السلطات المحلية لتطبيق مشاريع تهيئة قنوات الصرف الصحي. وفي رد البلدية على الانشغالات التي طرحها السكان، أكد السيد سليم محي الدين نائب بالمجلس الشعبي البلدي مكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، على وجود برنامج لإعادة تهيئة وتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب على مستوى البلدية، حيث أشار إلى وجود مشروعين تم تسطيرهما، الأول في حي اسطاوالي الصغرى والثاني بحي 11 ديسمبر، مشيرا إلى أن الغرض الأساس منها هو الحد من الفيضانات، حيث أكد مصدرنا أنه سيتم تدعيم بعض الأحياء بقنوات الصرف الصحي وإنشاء عدة بالوعات، خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب. وفي سياق متصل، صرح نفس المسؤول بأن البلدية خصصت من ميزانيتها مبلغا لربط أقبية بعض عمارات الأحياء بشبكة صرف المياه لتفادي تجمّعها وركودها فيها، خاصة عند تساقط الأمطار، وكذا لتفادي إصابة المواطنين بمختلف الأمراض والأوبئة. أما فيما يخص المخلّفات المنزلية فذكر محدثنا أن تسيير رفع النفايات يُعد من صلاحية المؤسسة العمومية “ناتكوم” وليس من صلاحية البلدية، مشيرا إلى أن مصالح النظافة تتماطل أحيانا في رفع هذه القمامات، ومع هذا يؤكد نفس المسؤول بأن مصالح البلدية ليست مكتوفة الأيدي، حيث تقوم بتقديم الدعم اللازم، إضافة إلى حملات النظافة التي تقام أحيانا لتخليص الأحياء من المشكل الذي تواجهه معظم الأحياء.