ستلعب تشكيلة مولودية وهران لقاء هامّا أمام غريمها اتحاد العاصمة، حيث ستكون مجبَرة على نيل النقاط الثلاث بأي ثمن، حتى تضرب بها عدة عصافير بحجر واحد، وتهدّئ من روع الأنصار الذين أعادتهم النتائج السلبية إلى واقع مر، وهو اللعب من أجل البقاء كالسنوات الماضية بعدما حلموا في الجولات الأولى من البطولة، بموسم استثنائي تلبس فيه المولودية ثوب الكبار، وتخفف من الضغط عن الإدارة التي أضحت في فوهة مدفع المحبين، الذين وقفوا عند حقيقة إمكانات اللاعبين المنتدَبين، الذين خيّبوا الظن، ولم يقدّموا الإضافة التي كانت مرجوة منهم. وتتحدث أخبار عن عزم جباري وجماعته على تسريح ما لا يقل عن ثلاثة منهم في مرحلة الانتقالات الشتوية، التي ستكون فاصلة ومصيرية في العديد من الأمور الفنية والإدارية على حد سواء ودون شك، وتريح أعصاب المدرب الإيطالي جيوفاني سوليناس، الذي يوجد في عين الإعصار هو كذلك بعد توالي النتائج السلبية، حتى إن مصدرا أكيدا حضر الاجتماع التقني ليوم الإثنين الماضي، أسرّ أن سوليناس ينشط في الوقت بدل الضائع، وأمر إقالته مؤجَّل إلى وقت قريب. من هذا المنطلق، سيكون جميع ”الحمراوة” على المحك أمام اتحاد العاصمة، الذي غيّر مدربه في الأيام القليلة الماضية بجلبه للمدرب السابق لوفاق سطيف روبرت فيلود مكان ألان كوربيس. وقد قيل بسبب تذبذب النتائج الفنية للفريق، وهذا عامل سيحاول المضيفون الوهرانيون الاستثمار فيه لطي صفحة الخيبات، زيادة على رغبة الثأر التي ستدفعهم إلى رد الاعتبار أمام فريق سوسطارة، الذي كان أقصاهم من منافسة كأس الجمهورية الموسم الماضي وبمعقلهم بالذات (ملعب زبانة)، وهذا يدل، من جانب آخر، على أن ترويض العاصميين ليس سهلا، والدليل في أرشيف لقاءات الفريقين الذي يميل لأشبال المدرب المساعد بلال دزيري.ومن أجل الخروج غانمين، أدخل المدرب سوليناس لاعبيه في جو هذا الاختبار باكرا؛ بالتركيز على الجانب النفسي دون أن يهمل التفكير في إيجاد الحلول اللازمة من أجل فعالية أكبر لخط الهجوم، خاصة بعدما توفر بين يديه كامل التعداد تقريبا بعودة المدافعين بورزامة وعوامري، هذا الأخير الذي تَسبب غيابه في اختلال واضح لمحور الدفاع، وداغولو المطالَب بمضاعفة جهوده لمصلحة الفريق، والمهاجم بوعيشة الذي بيّن غيابه وحضوره معا على أنه قيمة ثابتة في المولودية الوهرانية. ويُنتظر مع عودة كل الغائبين أن تتغير التشكيلة التي ستواجه الاتحاد، وقد يعود سوليناس للاعتماد على نفس العناصر التي لعبت الجولات الأولى من البطولة الوطنية، المهم بالنسبة له و ل ”الحمراوة” هو الإبقاء على النقاط الثلاث بالمعاقل الوهرانية، كما يؤكد على ذلك سفيان بوتربيات، الذي يتمنى استعادة منصبه الأصلي والمفضل في خط الوسط: ”لا خيار لنا سوى الفوز على اتحاد العاصمة وتدارك أنفسنا قبل أن تتعقد وضعيتنا أكثر بعدما أثرت على معنوياتنا هزيمة العلمة، وعليه فيجب تضافر الجميع حتى نصحح خطوتنا، وننتظر دعما مستمرا من لدن أنصارنا. ومن جهتنا نعدهم بإسعادهم في هذا اللقاء الصعب ”. وأكمل ابن حي بئر الجير يقول: ”أتمنى أن أستعيد منصبي في خط الوسط الذي أجد فيه ضالتي، ويساعدني على تفجير كامل إمكاناتي، لكن في كل الأحوال أنا رهن إشارة مدربي في أي منصب يختاره لي، المهم هو أن تفوز المولودية”.
الوالي زعلان يشد من أزر التشكيلة تمنيات استرجاع ”الحمراوة” لبريقهم في أقرب وقت لم يعبّر عنها بوتربيات لوحده، بل أكد عليها أيضا الوالي الجديد السيد عبد الغني زعلان عند زيارته المفاجئة لزملاء القائد براجة في إحدى الحصص التدريبية، حيث طلب منهم تحقيق الاستفاقة المطلوبة وتشريف ألوان المولودية الوهرانية، مؤكدا لهم وقوفه إلى جانب الفريق ماديا ومعنويا. ولقد كان لهذه الالتفاتة عميق الأثر لدى اللاعبين، الذين قال بعضهم بأنهم بحاجة ماسة لكل من يرفع معنوياتهم، تحسبا للمواجهات القادمة الهامة، قاطعين وعدا بأن يكونوا في المستوى.
تربص في تركيا وثلاثة لاعبين سيلتحقون في الميركاتو الشتوي وحتى المسيّرين اطمأنوا كثيرا بعد هذه الخطوة من الوالي الجديد زعلان، ما شجّعهم على برمجة تربص للفريق في مرحلة الانتقالات الشتوية بتركيا، وتحديدا في منطقة بعيدة بنحو 200 كلم عن العاصمة إسطنبول، وهذا في الفترة الممتدة من ال3 جانفي المقبل وإلى غاية ال11 منه. وتَقرر أن يُجري أشبال المدرب سوليناس مبارتين وديتين تحضيريتن ضد فرق تركية راقية المستوى. كما سيسعى المسيّرون لتدعيم التشكيلة بثلاثة لاعبين في ”الميركاتو الشتوي” بمن فيهم الدولي السابق عامر الشاذلي الذي سيؤهَّل رسميا في نهاية شهر ديسمبر القادم.