قبل أيام قليلة من الموعد الهام، و«الكلاسيكو" التقليدي بين المولوديتين الوهرانية والعاصمية، لايزال المدرب جيوفاني سوليناس في رحلة البحث عن توازن لخط دفاع فريقه الذي اهتز كثيرا بغياب المدافع المحوري القوي فريد بلعباس، الذي عوقب بالإيقاف للقاء واحد بسبب احتجاجاته المتكررة على حكم اللقاء السابق ضد أولمبي الشلف، ورغم أرقه، إلا أن المدرب الإيطالي حاول مداراته والبحث في هدوء عن حلول ناجعة لسد هذه الثغرة، انطلاقا مما قاله عن منهجيته في العمل واللعب الذي يعتمد على المجموعة لا التركيز على لاعب بعينه. لقد كانت المباراة الودية التحضيرية التي لعبتها المولودية ضد شباب العامرية، فرصة لسوليناس لتجريب بعض اللاعبين في منصب بلعباس، فضلا على إبقاء التشكيلة في جو المنافسة، دون اعتبار لنتيجة اللقاء التي آلت ل”الحمراوة" بحصة ثقيلة ( 9 /0)، حيث دفع بمسترجع الكرات سفيان بوتربيات إلى محور الدفاع، ومكنه من لعب اللقاء كله، إذ يبقى مرشحا وبقوة لشغل مكانة أساسية في هذا المنصب ضد " الشناوة"، في ظل عدم جاهزية محمد مغربي الذي تبقى تحضيراته مختلة، زيادة على عودة الإصابة، حيث عاودته الآلام في حصة تدريبية بحر الأسبوع الماضي، استدعت خضوعه لفحوصات معمقة، ليقرر الطبيب بعدها إراحته لمدة أسبوع كامل، فضلا على سوء تفاهمه مع مسيريه بخصوص مستحقاته التي كان تلقى منهم وعدا أكيدا بتلقيها فور عودة التشكيلة من تربصها بمدينة نابل التونسية، لكن دون تجسيد، والوافد الجديد محمد جاهل الذي يبدو سوليناس غير متحمس له، رغم أنه لعب كل جولات الموسم الماضي مع فريقه السابق ترجي مستغانم، حيث كان مدربه الحالي قد طالب منه خفض وزنه، والتأقلم مع حجم العمل المقترح على التشكيلة. وكان بوتربيات قد صرح ل«المساء" عقب اللقاء التحضيري ضد العامرية، أنه على استعداد لتنفيذ تعليمات مدربه سوليناس، واللعب في أي منصب يقترحه عليه؛ "لقد سبق لي اللعب في الدفاع منذ موسمين ضد شبيبة بجاية، كما نشطت في نفس الخط لما كنت منتميا إلى فريق اتحاد عنابة، وأنا تحت تصرف مدربي، المهم ألا نضيع مباراتنا ضد مولودية الجزائر، وتأجيل لقائنا ضد وفاق سطيف جاء في وقته، ليس لي إلا أن أرفع من سقف جاهزيتي، لكن هذا اللقاء في حد ذاته صعب على فريقنا، وإذا خسرناه لا قدر الله، فسيؤثر على معنوياتنا كثيرا، خاصة أن الجميع في المولودية يأمل في تحقيق انتصارات أخرى، وبالتالي تسجيل انطلاقة موفقة". ليس محور الدفاع وحده الذي يشغل بال مدرب المولودية، وإنما منطقة الوسط أيضا بعد تضارب الأخبار حول غياب الإفريقي داغولو لملتزم مع منتخب بلده إفريقيا الوسطى، الذي سيخوض لقاء دوليا ضد نظيره الأثيوبي، وقيل أنه سيضيع كذلك المباراة المتأخرة ضد وفاق سطيف يوم الجمعة القادم، ولا يريد سوليناس الاتكال على الجهود التي يبذلها المسيرون من أجل الإبقاء على داغولو إلى غاية لقاء يوم الثلاثاء القادم، بل يسعى حثيثا لإيجاد خليفته، حيث تعددت لديه الخيارات في خط المنتصف عكس الدفاع، وهو بنفسه اعترف بذلك عندما صرح ل«المساء" عقب لقاء العامرية : "لدي أفكار في كيفية سد ثغرة غياب بلعباس وداغولو، خاصة هذا الأخير، وفي ذهني خليفتهما ولن أصرح بهما، فما يهمني هي المجموعة، وتعويد أشبالي على اللعب في هذا الإطار وبهذه الذهنية، وعدم الخشية من غياب لاعب أو الإتكال على آخر"، معلقا على هذه المباراة التحضيرية: "لا تهمني نتيجة المباراة بقدر ما شغلني العمل الذي قام به أشبالي، والزيادة في استعدادهم البدني، فنحن تنتظرنا مباريات قوية لا ينبغي لنا أن نضيعها، سنلعبها ضد فريق مولودية الجزائر الذي أعتبره فريقا نوعيا، هاما بالنسبة لنا، وسيكون شيئا جميلا أن نكسب النقاط الثلاث أمامه، ونسجل انتصارنا الثاني على التوالي في بداية البطولة".
داغولو قد يشارك وسوليناس يدافع عن بن يطو ويرفض العنصرية يبدو أن التقني الإيطالي سيستفيد من خدمات داغولو ضد "الشناوة" والنسر السطايفي، حسبما أفصح به أحد المسيرين، واستدل على ذلك بالوضع الأمني المتردي بجمهورية إفريقيا الوسطى، والذي بسببه نقلت مباراة منتخبه إلى جمهورية الكونغو، كذلك عدم حصول داغولو على تذكرة سفر إلى بلده الذي أغلق مطاره الدولي بالعاصمة بانقي في وجه الملاحة الجوية، وهذان السببان قد يلعبان في صف المولودية ومدربها سوليناس،الذي انتقد بشدة تصرفات بعض من أسماهم بأشباه الأنصار الذين شتموا المهاجم بن يطو، الذي قال عنه مدربه بأنه يتدرب بجدية وانضباط، ويقوم بعمل تكتيكي جيد فوق المستطيل الأخضر، مضيفا: "لا يحق لأي أحد يجلس في المقهى طيلة النهار أن يشتم لاعبا يبذل جهدا كبيرا لتقديم أحسن ما عنده، وكان الأولى بباقي الأنصار أن يكبحوا فعل من شتموا بن يطو، وهم ثلة شبان تخدم بتصرفاتها هذه مصلحة مولودية الجزائر، وكان الأولى بهم تشجيع هذا اللاعب عندما يخطئ، لأنه سبق له وأن أصاب وأسعد هؤلاء الأنصار عدة مرات، كما أرفض أي تصرف عنصري تجاه أي لاعب سواء كان لاعبا إفريقيا، أو من أي فريق منافس، فهذا يضر برياضة كرة القدم ويضربها في الصميم". وقد عرفت المباراة الودية التحضيرية ضد شباب العامرية، جملة من الغيابات تمثلت في المدافع الأيسر نساخ الذي أجبر على إجراء فحوصات طبية لتحديد نوعية ومدى خطورة الإصابة التي تعرض لها، والتي بسببها قاطع هذا اللقاء والحصتين السابقتين، ومغربي لنفس السبب، وهشام شريف (نزلة برد شديدة)، براجة والحارس دحمان.