امتناع المدرب وحيد حليلوزيتش الحديث عن المنافس البوركينابي ينم عن وجود استراتيجية لدى التقني البوسني لا يريد كشفها حاليا لإدراكه أن مدرب ”الخيول” بول بوت، يسعى حاليا إلى جمع أكبر معلومات عن الفريق الجزائري. وبات من الواضح أن حليلوزيتش يريد من خلال هذا الصمت الذي فرضه على نفسه مخادعة المنافس البوركينابي لاعتقاده أن هذا الأخير سيدافع بكل ما أوتي عن حظوظ تأهل فريقه لإدراكه التام أن فارق الأهداف الذي فاز به في لقاء الذهاب لا يشكل ضمانا كبيرا بملعب مصطفى تشاكر، لاسيما وأن هذا الأخير ستمتلئ مدرجاته عن آخرها بالأنصار الجزائريين الذين سيشكلون ضغطا شديدا يصعب على لاعبي بوركينافاسو الصمود أمامه، حتى أن المدرب حليلوزيتش طلب من مسيري الملعب البليدي تخصيص ظروف مهيأة لمناصري الخضر لكي يساندوا بقوة كبيرة منتخب بلادهم، مما دفع إدارة الملعب إلى برمجة فتح أبوابه يوم المباراة على الساعة التاسعة صباحا. فالجميع، سواء حليلوزيتش أو لاعبوه، يدرك أن دور الجمهور سيكون حاسما بنسبة كبيرة في تحديد نتيجة التأهل لصالح الخضر الذين سيلعبون مواجهة شبيهة بالمباراة التاريخية لأم درمان، سواء من حيث التنافس أو الإثارة، حيث يستدعي الأمر من زملاء بوقرة الرمي بكل أوراقهم في المباراة التي ينتظر ان تجري على الأعصاب كون المنافس البوركينابي قد يلجأ إلى القيام بتصرفات غير رياضية من أجل إرباك اللاعبين الجزائريين وزعزعة تركيزهم على المباراة.ومن دون شك، فإن الطاقم الفني الجزائري الذي يقوده وحيد حليلوزيتش سيكون في حاجة إلى القيام بعمل بسيكولوجي كبير تجاه اللاعبين، لاسيما الذين لم يشاركوا في مثل هذا الموعد الساخن الذي يحتاج إلى التحلي بأعصاب قوية، وهي الطريقة التي اعتمدها المدرب الوطني السابق رابح سعدان في كثير من مباريات تصفيات كأس العالم 2010. ومن بين التعليمات الأولى التي سيعطيها التقني البوسني للاعبيه تفادي التحدث كثيرا إلى الحكم وعدم مناقشة قراراته لكي لا يظهر هذا الأخير أية قساوة تجاه المنتخب الجزائري، فالتأهل إلى مونديال البرازيل قد يلعب على جزئيات بسيطة يجب إعطاءها الأهمية اللازمة، وأن المباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم تختلف عن المواجهات التي تجري في مواعيد أخرى، حيث يتعين على الفريق الجزائري تفادي الإفراط في الثقة بالنفس لكي لا يقع في فخ استصغار المنافس البوركينابي، فضلا عن ضرورة لجوء الخضر إلى التضامن فيما بينهم فوق أرضية الميدان والبقاء مجندين إلى غاية الصفارة الأخيرة للحكم.