يزداد عدد المصابين بفيروس الأيدز وعدد المتعايشين معه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يحدث هذا في ظل ضعف نسبة التغطية العلاجية وارتفاع درجة التمييز التي تطال المتعايشين والفئات الأكثر عرضة، وحتى الجمعيات العاملة في مجال الأيدز.. هذه العوامل تهدد مستقبل التنمية في المنطقة العربية في أغلى ما لديها، وهو الطاقة البشرية، وتحديدا في ما يتعلق بحرية التنقل، السفر والعمل بالنسبة للأشخاص المتعايشين مع الأيدز، ويجعلنا عرضة لكارثة نستطيع أن نتفادها الآن ببذل مزيد من الجهد الحثيث على كافة المستويات المحلية، الإقليمية والدولية، حسب ما يشير إليه بيان صادر عن الشبكة الإقليمية العربية للعمل على الأيدز “رانا”، تلقت “المساء” نسخة منه. ويوضح التقرير نفسه أن عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس الأيدز في المنطقة العربية بلغ 570 ألف شخص، حسب تقرير برنامج الأممالمتحدة المشترك للعمل على الأيدز عام 2012. وقد صنفت المنطقة من بين أعلى مناطق العالم من حيث سرعة الانتشار، وتضاعف عدد الوفيات بسبب الأيدز، والأكثر تدنيا في معدل الحصول على مضادات الفيروسات القهقرية. وفي هذا السياق “نعبر عن اهتمامنا الكبير نتيجة استمرا تزايد أعداد المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في منطقتنا، في الوقت الذي تتراجع فيه معدلات الإصابة في باقي أقاليم العالم”، توضح شبكة “رانا” التي ترفع تقريرها هذا إلى حكومات المنطقة وهيئاتها التشريعية لكي يستشرفوا الخطر القادم الذي يهدد مستقبل التنمية في المنطقة، وأن يضطلعوا بدورهم على ناحية التصدي للمؤشرات السلبية لانتشار عدوى الأيدز من خلال التشريعات والخدمات اللازمة، ومن أجل هذا، تؤكد “رانا” على موقفين؛ الأول يعنى بإبقاء قضية الأيدز ضمن أهداف الألفية للتنمية في فترة ما بعد 2015، فالشبكة ستعمل على الضغط باتجاه أن تولي حكومات المنطقة قضايا الأيدز أولوية خاصة تشمل اعتماد مقاربة شمولية في العمل على هذا الأساس في استراتيجياتها للمرحلة القادمة، “وأننا هنا نؤكد على أهمية إبقاء قضية الأيدز محورا مستقلا في إطار أهداف الألفية للتنمية في فترة ما بعد 2015، ولا نختزلها في البعد الصحي فقط”، تضيف “رانا”. أما الموقف الثاني فتلخصه “رانا” في الحد من الوصم والتمييز، إذ ستعمل الشبكة على تنسيق الجهود المبذولة ومضاعفتها من أجل تنفيذ برامج فعالة تغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحد من الوصم والتمييز، “لما لذلك من دور أساسي في الحد من حدوث أي إصابات جديدة، وإيجاد إطار قانوني على المستوى الوطني يضمن حقوق الأشخاص المتعايشين مع الأيدز والأشخاص الأكثر عرضة لناحية الرعاية، العلاج، الدعم والاندماج في المجتمع، مما يعزز تطبيق الحكومات للمواثيق والإعلانات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث من شأنه أن يضمن مشاركة الأشخاص المتعايشين في عملية التنمية المستدامة بشكل فاعل”، يختم بيان “رانا” الشبكة الإقليمية العربية للعمل على الأيدز، إذ تضم الشبكات الوطنية لمنظمات المجتمع المدني العاملة على الأيدز، إلى جانب جمعيات ومجموعات الدعم للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.