ترك المدرب الوطني، وحيد حليلوزيتش، كل الصحفيين الذين حضروا أمس بملعب 5 جويلية ندوته الصحفية، في حالة ترقب ترجمها حرصه الشديد على ضرورة تفادي الكشف عن استراتيجية اللعب التي سيخوض بها مباراة الفريق الوطني مع نظيره البوركينابي يوم الثلاثاء القادم بملعب مصطفى تشاكر لحساب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014. ورغم شغف الصحفيين بمعرفة كل شيء عن تحضيرات الخضر، إلا أن التقني البوسني فضل إعطاء أجوبة غير واضحة في هذا الجانب، وفهم الجميع أن السرية والتكتم في مثل هذا الموعد كفيلان بمخادعة المنافس البوركينابي. إلا أن حليلوزيتش سعى إلى تقديم صورة واقعية عن حالة الأوضاع التي يتواجد فيها الفريق الوطني قبل أيام من هذه المواجهة المصيرية لكرة القدم الجزائرية لما قال بكثير من التشاؤم والحيرة: ”تسعون في المائة من تعداد المنتخب الجزائري يفتقر إلى المستوى التنافسي، ذلك أن أي لاعب لا يشارك في المنافسة الرسمية لا يمكنه التمتع بكل إمكانياته البدنية، وهي الوضعية التي عشتها مع الفريق في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 بجنوب إفريقيا”، وقتها، أضاف حليلوزيتش، تلقيت وابلا من الانتقادات بعد خروجنا في الدور الأول من تلك المنافسة ولا أقول هذا الكلام للتهرب من مسؤولياتي”، مضيفا أنه يجد نفسه اليوم واثقا من قوة فريقه قبل هذه المباراة التي سنلعبها ضد بوركينافاسو والتي قال إنه ”لا يمكن ربحها فقط على أرضية الميدان بل يجب إعداد تحضير بسيكولوجي كبير للاعبين لكي يظهروا تركيزا كبيرا أمام الخصم، وهذا ما قمت به قبل مباراة الذهاب، لكن للأسف الشديد كان هذا العامل غائبا في الهدفين الأولين اللذين سجلهما البوركينابيون، ولا أريد أن تتكرر نفس الأخطاء في لقاء يوم الثلاثاء القادم”. موضحا أن ”الحكم لعب دورا كبيرا في تلك الهزيمة التي لم أتجرعها، فكنت أجد صعوبة في الخلود إلى النوم خلال الأيام التي تلت تلك المباراة بسبب ظلم الحكم”. وأقر الناخب الوطني أن رغبة كبيرة تحدوه للثأر من هزيمة واغادوغو بالنظر إلى ما عانى منه الفريق الجزائري من سوء التحكيم الذي نعته حليلوزيتش بالمفضوح، وأضاف أن سجله حافل بالألقاب، لكنه سيجد نفسه أسعد إنسان في حالة تحقيق التأهل إلى كأس العالم مع الجزائر كون هذه النتيجة -كما قال- ستجسد على أرضية الميدان المجهودات التي بذلها منذ استلامه العارضة الفنية للخضر. ورغم إقراره بأنه سيقحم لأول مرة في مشواره التدريبي كثيرا من اللاعبين الذين يفتقرون إلى التنافس، أشار إلى أن كل اللاعبين واعون بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأنهم مستعدون لبذل كل ما لديهم فوق أرضية الميدان من أجل تحقيق حلم كل الجزائريين، لاسيما -كما أضاف - أن المنتخب الوطني تعود على الفوز بمعدل هدفين في كل مباراة يجريها بملعب مصطفى تشاكر وهذا ما سيساعده على تدارك نتيجة المباراة الأولى التي خسرها في بوركينافاسو. ويعد الدفاع الخط الوحيد الذي يبدي حليلوزيتش بشأنه تخوفا كبيرا بالنظر إلى الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها عناصره في مباراة الذهاب، حيث لم يستبعد القيام بتغييرات على هذا المستوى لاعتقاده أن التنظيم المحكم في الخط الخلفي سيمثل بالنسبة إليه رهان الفوز أمام بوركينافاسو الذي يعتبره منتخبا يتميز بالتنسيق في اللعب بسبب تواجد لاعبيه مع بعضهم منذ ثلاث سنوات، على عكس الفريق الوطني الجزائري الذي شهد تغييرات جذرية منذ مشاركته في كأس العالم 2010. وتابع حليلوزيتش قائلا ”منتخب الخيول تطور كثيرا منذ مشاركته في كأس أمم إفريقيا 2012 التي كان بوسعه نيل لقبها بالنظر إلى المردود الكبير الذي أظهره في تلك الدورة، وقد زادت اليوم قوته ويمثل بالنسبة لي منافسا شرسا يجيد اللعب بعقر داره وخارج قواعده، لذا يتعين على لاعبينا التسلح بالروح الجماعية والتنسيق فوق أرضية الميدان من أجل التصدي لطموحات البوركينابيين في الفوز”. وسعى حليلوزيتش إلى الدفاع عن خياراته، حيث قال أنه لا يفضل لاعبا على آخر إلا من حيث رغبته في تشكيل فريق متجانس في كل خطوطه، مؤكدا أن الاعتماد على أي لاعبا له دائما علاقة بالاستراتيجية التي تليق للمنتخب الوطني، وذكر في هذا الصدد أن استدعاء جبور عوض عودية يعود إلى كون هذا الأخير لا يتحرك على طول جبهة الهجوم عكس الأول الذي يجيد التمركز في أية جهة من الخط الأمامي. ولم يفوت الناخب الوطني الفرصة لتوجيه نداء إلى أنصار الخضر لكي يقدموا لزملاء بوقرة مساندة قوية قال عنها أنها حاسمة للتأهل في مثل هذا الموعد، لكنه طلب أيضا من الجمهور أن يتحلى بالروح الرياضية من خلال احترام النشيد الوطني البوركينابي من أجل إعطاء صورة جميلة عن المناصر الجزائري في البرازيل في حالة التأهل إلى هذا الموعد العالمي.