ثمّن رشيد بوقسيم مدير مهرجان «أسني وورغ» للفيلم الأمازيغي بأغادير بالمغرب، المكسب السينمائي الجديد الذي حظيت به المنطقة المغاربية المتمثل في تنظيم مهرجان الجزائر للسينما المغاربية، منبها إلى ضرورة الاشتغال في الدورات المقبلة على تنظيم ندوات فكرية ولقاءات علمية، وهو الرهان الثاني الذي يجب افتكاكه بعد أن لقيت الطبعة الأولى لهذا المهرجان النجاح. وشدد السيد بوقسيم على حاجة المنطقة المغاربية إلى التكوين الأكاديمي في مجال السينما، بالنظر إلى نقص المؤسسات الخاصة بها، فالشباب ينتقصون لتكوين مهني يؤهلهم لخلق صناعة أفلام على قدر من الإحترافية، وقال: «أدعو إدارة المهرجان الاشتغال والاستثمار في التكوين دون الحاجة إلى ربطه بعمر المهرجان فقط، بل العمل على مدار العام»، مقترحا على القائمين على التظاهرة «استحداث صندوق لدعم الفيلم المغاربي بهدف توحيد أفكار الشعوب المغاربية والكف عن استهلاك ما يأتينا من الخارج». وعن دور مهرجان الجزائر للسينما المغاربية، أكد المتحدث أن التظاهرة قادرة على فرض نفسها على الساحة، من خلال العمل المنسق بين الحكومات قصد صياغة قوانين تنفيذية تنظم طرق التوزيع وعرض الأفلام المغاربية في قاعات السينما المتواجدة في المغرب العربي دون عراقيل، وهو مسعى إيجابي ينتج عنه ضمان مدخول مالي للمشتغلين في هذا القطاع، كما أنه يفتح أفقا للناس لامتصاص البطالة. كما تحدث السيد بوقسيم عن التصدير، مع تقديم العروض في القاعات العالمية، وعدم الاكتفاء بالمشاركة في المهرجانات السينمائية، على غرار ما تفعله سينما هوليوود والسينما الإيرانية التي لها عوائد مالية ضخمة. من جانب آخر، أكد مدير مهرجان الفيلم الأمازيغي بأغادير، بالمملكة المغربية، أن الإبداع غير مرتبط بالدعم المالي، ومن الخطأ التحدث بهذا المنطق، بدليل ما تفعله السينما الإيرانية التي تنتج المئات من الأفلام سنويا بميزانية ضعيفة، داعيا إلى ترسيخ ثقافة الإبداع وليس المتاجرة بالأعمال السينمائية. وفي هذا الصدد، تحدث عن موضة بعض الشباب في محاكاة الغير في إنتاجاتهم السينمائية، وأكد أن الأصح هو «أن ننبش في تاريخنا وواقعنا الذي تعيشه مجتمعاتنا، ونقدم نقدا بناء لما له من قوة في تطوير حياة مجتمعاتنا في النواحي السياسية، الاقتصادية والثقافية»، وتابع: «يجب أن نؤمن بطاقاتنا، نبدع ونعطي أهمية قصوى لثقافتنا، هويتنا وتراثنا ولا ننتظر الأجانب حتى يصوروا تاريخنا». وعن سبب مشاركته في المهرجان الأول للسينما المغاربية بالجزائر، كشف المتحدث أنه متواجد كضيف لبى دعوة المهرجان، والحديث عن السينما المغاربية يؤدي إلى الحديث عن السينما الأمازيغية، كونها جزءا لا يتجزأ منه، ويرى أنه من الواجب حضور مثل هذه التظاهرات «لأننا مطالبون بالعمل على المستوى الثقافي قصد توعية المجتمع، ويجب أن نساهم جميعا في نبذ العنف وترسيخ ثقافة التعدد والانفتاح على الآخر والنقد البناء». كما أنه متواجد بغرض معاينة الأفلام الناطقة بالأمازيغية، باعتباره مدير مهرجان الفيلم الأمازيغي بالمغرب، مع مشاهدة الأفلام الجديدة واقتراحها على عدد من المهرجانات الصديقة، حسب ما أفاد به المتحدث.