خصص تقنيو كرة القدم الجزائرية حجما ساعيا كبيرا عبر مختلف القنوات الإذاعية المحلية وجل المحطات التلفزيونية الوطنية للحديث عن نجاح المنتخب الوطني في تحقيق حلم التأهل إلى أكبر تظاهرة عالمية كروية للمرة الثانية على التوالي، إثر فوزه على منتخب ”الخيول” البوركينابية بنتيجة ”1 -0” سجله قائد ”الخضر” مجيد بوقرة في الدقيقة 49، وذلك ضمن إياب الدور الفاصل من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. البداية كانت مع المدرب الوطني السابق، رابح سعدان، الذي أكد بأن هذا التأهل الثاني على التوالي إلى المونديال يعد ايجابيا للكرة الجزائرية حيث قال: ”كنا بحاجة إلى الفوز غير أن اللقاء كان صعبا مثلما كان متوقعا.... الفريق كان تحت ضغط كبير وهناك أخطاء في اللعب....فالمنتخب البوركينابي لم يتمكن من تطوير لعبه وهو الأمر نفسه بالنسبة للمنتخب الوطني ولم يظهر شيئا ملموسا”. وأضاف: ”المنتخب الوطني كان مطالبا بالفوز لا غير خلال هذه المواجهة بعد هزيمته في لقاء الذهاب بواغادوغو بنتيجة (2-3)، وهو الأمر الذي تحقق ليتمكن من اقتطاع التأشيرة المؤهلة إلى البرازيل 2014”. وعن القراءة الفنية للمباراة، أردف ”الشيخ”، أن الفريق الوطني عانى كثيرا من أجل الوصول إلى شباك مرمى المنافس البوركينابي الذي دافع بشراسة عن مرماه وشكل فرصا أربكت تشكيلة وحيد حاليلوزيتش. وأضاف قائلا: ”كانت بداية اللقاء حذرة من الطرفين في الدقيقة 22 فوزي غلام يمرر إلى إسلام سليماني هذا الأخير سدد رأسية مرت بقليل من مرمى الحارس دياكيتي.. وفي نصف الساعة الأول حاول ”الأفناك” صنع فرص ببناء اللعب من الخلف في حين اكتفى البوركينابيون بتسيير اللقاء واللعب بطريقة هادئة”. وبعدها حاول ”الخضر” التقدم إلى الأمام من خلال السيطرة على الكرات في وسط الميدان وربح الصراعات الثنائية إلا ان ذلك لم يثمر أي جديد سوى تسديدة ياسين إبراهيمي من بعد 25 مترا قبل دقيقة عن انتهاء المرحلة الأولى من اللقاء، كما أوضحه رابح سعدان. وفي سياق متصل، ذكر أن الشوط الثاني عرف استفاقة ملحوظة من جانب المنتخب الوطني، حيث وبعد اربع دقائق من العودة من غرف الملابس، تمكن قائد الفريق مجيد بوقرة من افتتاح باب التسجيل إثر أخذ ورد داخل منطقة جزاء ‘'الخيول'' في الدقيقة 49. ورغم تقدمهم في النتيجة إلا أن زملاء زماموش عانوا في الدقائق الأخيرة، حيث سعى البوركينابيون جاهدين للعودة في النتيجة خاصة في اللحظات الأخيرة من المباراة، وبفضل استماتتهم الكبيرة ووقوفهم الند للند أمام المنافس، تمكنوا من ضمان تأشيرة البرازيل 2014. وفي ذات السياق، ذكر بوعلام لعروم، مدرب ومدير فني وطني سابق، أن الأهم تحقق بامتياز حيث قال: ”حققنا الأهم هو الفوز من أجل التأهل وهذا ما كان الجمهور ينتظره... منتخب بوركينافاسو كان محضرا جيدا لهذا اللقاء ومبروك للجزائر والجزائريين”. ورغم أن بلد المليون ونصف المليون شهيد يعيش نشوة الانتصار والذهاب إلى بلاد ”الصامبا”، إلا أن محدثنا طالب بنسيان التأهل وبدء التحضير للمونديال بالطريقة اللازمة التي تسمح للجزائر بتمثيل مشرف للكرة العربية في المونديال. ومن جهته، أكد المدرب محمد حنكوش، أن اللقاء لم يكن سهلا لرغبة كل منتخب في الالتحاق بركب المتأهلين إلى مونديال البرازيل، وقال: ”الفرحة كبيرة بعد التأهل للمرة الثانية على التوالي... اللقاء لم يكن سهلا على الفريقين والضغط كان كبيرا على اللاعبين من أجل الفوز...على العموم المستوى لم يكن كبيرا لكن الأهم هو التأهل إلى المونديال”. وواصل كلامه بالقول: ”الشوط الثاني كان مغايرا للأول بما أن اللاعبين صنعوا اللعب إذ أنهم كانوا واقعيين وواعين بالمسؤولية... المنتخب البوركينابي كان قادرا على التهديف بالنظر إلى الكرة الحديثة التي يلعبها لكن الحظ ابتسم للجزائر... الآن يجب تحضير فريق تحسبا للمونديال''.