يشارك وفد من رجال الأعمال الجزائريين في الدورة الخامسة لمنتدى الأعمال العربي- الصيني للتجارة والاستثمار، في الثامن من ديسمبر المقبل بالصين. وسيخصص المنتدى لمناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين الدول المشاركة والتفكير في كيفية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدان العربية والصين التي أصبحت عملاقا اقتصاديا وممونا رئيسيا لهذه البلدان. وذكرت مصادر من الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "ألجاكس" ل«المساء" أن المنتدى يعد فرصة للجزائر لترقية الاستثمار ونسج علاقات شراكة جديدة، حيث سيكون بإمكان أصحاب المؤسسات الجزائرية المشاركة والتعاون مع نظرائهم من الدول العربية المشاركة وكذا من الصين، لتقوية المبادلات التجارية وتنويعها من خلال اقتحام ميادين اقتصادية وتجارية جديدة. ومن المرتقب أن يجمع منتدى الأعمال العربي - الصيني أيضا أصحاب القرار من رؤساء حكومات ووزراء إلى جانب مجموعات الأعمال العربية والصينية. وتعرف العلاقات الاقتصادية الجزائرية- الصينية انتعاشا في السنوات الأخيرة، إذ أصبح العملاق التجاري الصيني ممونا رئيسيا للجزائر التي تستورد معظم سلعها من هذا البلد الذي تحول إلى الممون الأول للجزائر خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2013، متجاوزا فرنسا الممون التقليدي الأول للجزائر منذ عدة عقود، حسبما أعلن عنه مركز الإحصاء التابع للجمارك الجزائرية. وبلغ حجم واردات الجزائر من الصين خلال هذه الفترة 4,95 ملايير دولار أي نسبة 11,98 بالمائة من مجموع الواردات الجزائرية. علما أن الصين تعد أهم شريك للجزائر في القارة الآسيوية، حيث كانت ثاني أهم ممون للجزائر منذ 2012 وزبونها ال13 ب644 مليون دولار سنويا. كما عرف حجم المبادلات مع بلدان المغرب العربي خلال السداسي الأول من السنة ارتفاعا ب45، 58 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، حيث انتقل من 21، 1 مليار إلى 92، 1 مليار دولار. ومن جهتها، عرفت المبادلات التجارية مع البلدان العربية خارج المغرب العربي ارتفاعا ب64، 32 بالمائة مقارنة بنفس الفترة، حيث انتقل الحجم الإجمالي للمبادلات التجارية من 2، 1 مليار دولار إلى 59، 1 مليار دولار. ويعول على المنتدى الذي سيعرف، إلى جانب الصين، مشاركة دول المغرب العربي ودول عربية أخرى لرفع حجم هذه المبادلات أكثر مما هي عليه، وجعل الميزان التجاري يميل لصالح الجزائر من خلال تنويع صادراتها اتجاه الدول العربية خاصة ما تعلق بالتمور وزيت الزيتون وبعض المنتوجات المعروفة بنوعيتها. وتجمع الصينوالجزائر، بالإضافة إلى المجال التجاري، شراكة في مختلف المجالات من خلال وجود استثمارات صينية في الجزائر وتواجد عدد كبير من العمال الصينيين الذين يشتغلون بالجزائر، حيث قدر عدد هذه اليد العاملة ب30 ألف صيني يشتغلون في مختلف المشاريع الإنمائية من ورشات بناء والطريق السيار شرق – غرب، والسكك الحديدية وكذا الموارد المائية. كما تنشط بالجزائر حاليا 50 شركة صينية من الحجم الكبير في مختلف القطاعات، في الوقت الذي قدرت فيه قيمة الاستثمارات الصينيةبالجزائر ب1.5 مليار دولار في نهاية سنة 2012 وهو ما يمثل عشرية من الاستثمار.