تشارك الجزائر في معرض الاستثمار والتجارة بلغسامين بالصين في طبعته ال15 الذي يعد من بين التظاهرات الاقتصادية والتجارية الأربع الكبرى في الصين التي تشهد حضورا مميزا لأكبر رجال الأعمال والمصنعين من عدة مناطق. ويبقى الهدف من المشاركة الجزائرية في هذا الصالون الذي سينظم في شهر سبتمبر القادم هو جلب استثمارات صينية جديدة للجزائر التي بلغ حجم الاستثمار الصيني بها أكثر من 1 مليار دولار خلال السنة الماضية. وسيكون هذا الصالون الذي يعد من بين الصالونات الأكثر أهمية في الصين فرصة للطرف الجزائري للتفاوض مع الطرف الصيني بخصوص إقامة شراكة جديدة في ميادين أخرى والبحث عن أسواق جديدة لتنويع الاقتصاد خارج المحروقات، كون الصين تحتل المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية وتمكنت من المساهمة في التنمية الاقتصادية العالمية بنسبة 30 بالمائة خلال سنة .2010 ومن المنتظر أن يقوم رجال الأعمال الجزائريون خلال هذه المناسبة بتعريف نظرائهم الصينيين بمناخ الاستثمار في الجزائر والإجراءات المشجعة على ذلك لفتح شهية المستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع بالجزائر التي تعتبر سوقا واعدة وخصبة تفتح آفاقا لشراكة ناجحة ومستدامة سواء مع الصين أو مع باقي الدول التي ستشارك في الصالون. ويأتي ذلك في وقت تعرف فيه العلاقات الجزائرية الصينية تقدما في المجال السياسي انعكس إيجابيا على المجال الاقتصادي علما أن استثمارات الصين في الجزائر بلغت 1 مليار دولار خلال السنة المنصرمة. كما بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين نموا ملفتا خاصة خلال السنوات الخمس الماضية، وقدرت هذه المبادلات التجارية ب55,4 ملايير دولار خلال الأشهر ال11 الأولى من سنة 2010 وهو ارتفاع بنسبة 2,2 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2009 التي ارتفعت فيها المبادلات التجارية بين البلدين إلى 5 ملايير دولار أي بارتفاع نسبته 4,11 بالمائة مقارنة بسنة .2008 كما قدرت الصادرات الجزائرية نحو الصين خلال سنة 2008 ب500 مليون دولار تشكلت أساسا من المنتوجات البترولية والمعدنية. وتشمل ميادين التعاون التجاري بين البلدين العديد من القطاعات أهمها الطاقة، المناجم وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بالإضافة إلى قطاعات الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن الصين تتكفل بحصة هامة من مشاريع المخطط الخماسي الضخم الذي أطلقه رئيس الجمهورية والذي رصدت له الحكومة غلافا ماليا هاما، حيث ذكرت تقارير اقتصادية أن مخطط عمل المؤسسات الصينية بالجزائر خلال السنة الجارية سيشمل قرابة ألف نشاط اقتصادي. ومن المنتظر أيضا أن يتم فتح استثمارات جديدة في مجال تكنولوجيات الإعلام. وتوجد حاليا في السوق الجزائرية حوالي 50 شركة صينية كبيرة تسعى إلى توسيع رقعة نشاطها في السوق الإفريقية خاصة في مجال البناء، تشييد الطرقات، قطاع الاتصالات، الطاقة، النقل وحتى قطاع الري. كما تحصي الجزائر أكثر من 30 ألف عامل صيني في مجالات مختلفة خاصة في قطاع البناء.