مع تنامي الاقتصاد الصيني واحتلاله المرتبة الثانية عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية من حيث قوة الاقتصاد، اتجهت أنظار الصين نحو السوق الإفريقية للاستثمار، ويقدر نصيب الجزائر من التدفقات الاستثمارية الصينية بنحو 20 مليار دولار متمركزة خاصة في المشاريع الإنشائية وفي مقدمتها مشروع الطريق السيّار شرق-غرب بلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والصين خلال العام المنصرم نحو 4.46 مليار دولار العام أي بارتفاع بنسبة 8.8 بالمئة مقارنة بعام 2008. ويحرص المسؤولون الصينيون على إقامة علاقات تعاون ودي يكون قائما على المنفعة المتبادلة، وتعتبر الصين ثالث ممون للجزائر وزبونها الحادي عشر في سنة 2008. وقد بلغ حجم المبادلات بين الجزائر والصين خلال سنة 2008 حوالي 4.5 مليار دولار بفائدة تقدر ب3.5 مليار دولار لصالح الصين، وقدّرت الصادرات الجزائرية نحو الصين خلال نفس السنة ب 500 مليون دولار تتشكّل أساسا من المنتوجات البترولية والمعدنية بينما تمثل وارداتها حوالي 4 ملايير دولار من منتوجات صيدلانية وغذائية. ووفقا لإحصاءات وزارة التجارة الصينية، بلغت قيمة التجارة الثنائية 3.828 مليار دولار في عام 2007، بارتفاع قدره 83 بالمئة مقارنة مع عام 2006، وارتفعت صادرات الجزائر إلى الصين ب1.140 مليار دولار في حين بلغت واردتها حوالي 2.688 مليار دولار. وتنشط في السوق الجزائرية حوالي 40 شركة صينية كبيرة تسعى إلى توسيع رقعة نشاطها في السوق الإفريقية خاصة في مجال البناء، تشييد الطرقات، قطاع الاتصالات، الطاقة النقل وحتى قطاع الري. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الجزائرية الصينية الاقتصادية انطلقت عام 1979، ووقّع البلدان إلى غاية عام 2010 نحو 200 اتفاقية، تقدّر قيمتها المالية ب 18935 مليار دولار أمريكي، وقيمة أعمالها نحو 902.48 مليون دولار أمريكي. تستثمر الصين أيضاً في العديد من الدول الإفريقية من بينها الكونغو، نيجيريا، أنغولا وإفريقيا الجنوبية، وذلك بفضل تنوع الاستثمار الصيني مع تركيزه على الموارد الأساسية أو الثروات، كالنفط والمعادن والتي يمكن أن تجعل من إفريقيا قارة مصدرة أكثر بكثير من اليوم لهذه السلعة الحيوية. واستقبلت الدول الإفريقية بما فيها الجزائر الاستثمار الصيني بالترحيب، نظرا لجاذبية النموذج التنموي الصيني كون الصين حققت نجاحات كبيرة وسريعة ترغب الدول النامية في نسخ تجربتها. ويرى الخبراء أن ما يميز الصين عن الدول الغربية هو نظرتها للمخاطر، فالغرب يبتعد عن الاستثمارات ذات المخاطر المرتفعة، على عكس الصين التي تتوجه إليها آملة في تحقيق أرباح كبيرة على المدى البعيد، فالصين تستثمر أكثر في الاقتصادات ذات الفرص الكبيرة، كما يعتبر هؤلاء الخبراء أن الاستثمارات الخارجية الصينية في إفريقيا مرتبطة جداً بالسياسة، لأن الصين تريد من إفريقيا وغيرها أن تصوت معها في القضايا التي تعتبرها حساسة جداً كاستقلال تايوان.