أكد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أول أمس، أن الجزائر طوت نهائيا صفحات الألم والدموع بالحفاظ على استقرار البلاد وقوة مؤسساتها خلال العشرية الأولى من هذا القرن، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه حان الوقت كي يتجه الجميع بنفس العزيمة، لتحقيق النهضة الاقتصادية ورفع الجزائر إلى مصاف الدول المزدهرة والعصرية. وقال السيد سلال في كلمة ألقاها خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني لولاية الشلف، إن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة "رجل فذ، استطاع من خلال سياسة المصالحة الوطنية، أن يُقنع الجزائريين بفضائل التسامح والتعايش مع بعضهم البعض؛ لبناء مستقبل أبنائهم، وهم، في نفس الوقت، فخورين بتاريخهم العريق". كما سجّل الوزير الأول أن "الاستقرار ورغد العيش اللذين يعمّان اليوم كل أرض الجزائر، جاءا بفضل عبقرية الشعب، الذي أفرز من رحمه رجالا مخلصين وأبطالا في أسلاك الأمن والجيش الوطني الشعبي، صمدوا في وجه الظلامية، وضحوا من أجل استمرار الدولة". وأعطى السيد سلال مثالا عن ولاية الشلف، التي كانت من أكثر مناطق البلاد تضررا من آفة الإرهاب خلال العشرية الماضية، مشيرا إلى "معاناة سكانها من أهوال الإرهاب سنوات التسعينيات"، وأن "الثمن الذي دفعوه من الألم والدم والخوف دفاعا عن وطنهم، كان غاليا". وإذ أوضح أن الولاية تعرف نموا متكاملا ومنسجما، أعلن الوزير الأول عن تخصيص برنامج تنموي تكميلي بقيمة 30,865 مليار دج لفائدة هذه الولاية، علما أن هذا البرنامج الذي يخص قطاعات نشاطات مختلفة، خُصّصت حصة الأسد منها لقطاع السكن والبناء بغلاف مالي قيمته 10,9 ملايير دج، موجَّه لإنجاز 3000 سكن عمومي إيجاري، وتمويل 1000 مساعدة للسكن الريفي، في حين استفاد قطاع الموارد المائية في إطار هذا البرنامج، من مبلغ 4,7 مليار دج لإنجاز وإعادة تأهيل شبكات التموين بالماء الشروب والتطهير عبر العديد من مناطق الولاية. كما سيوجّه مبلغ 2,4 مليار دج برسم هذا البرنامج، لصيانة الطرقات البلدية والولائية عبر مناطق مختلفة بالولاية. من جهتها، استفادت الجماعات المحلية من مبلغ ملياري دينار، لإنجاز البرامج التنموية البلدية. كما يخص هذا البرنامج عدة قطاعات نشاطات أخرى، لها صلة مباشرة بالمواطنين، على غرار النقل والفلاحة والصحة والتربية والشباب والرياضة. وتتعلق أبرز المشاكل التي طرحها بعض سكان الولاية على الوزير الأول، بقضية الشاليهات التي لم يتم القضاء عليها نهائيا في هذه الولاية، التي عرفت أعنف زلزال يوم 10 أكتوبر 1980. وأوضح السيد سلال في هذا السياق، أنه تم اتخاذ قرار لتنفيذ برنامج استثنائي لفائدة الولاية للقضاء نهائيا على هذه الشاليهات والسكنات الهشة، وتمكين المواطنين من تجاوز آثار المحنة والعيش بكرامة. وطمأن السيد سلال المجتمع المدني قائلا: "أؤكد أمامكم للسلطات المحلية، أن هذا البرنامج الاستثنائي تعهّد صارم من السلطات العليا للبلاد، ولن يقبل أي عذر أو تأخير أو مماطلة في تجسيده وإنجازه، لاسيما أن الدولة سهّلت كل الإجراءات لتنفيذ هذه المشاريع". وأشار أيضا إلى أن طموح الدولة هو "تغيير وجه مدينة الشلف وباقي دوائرها نحو الأحسن؛ لجعلها قطبا تنمويا حقيقيا في منطقة الونشريس والظهرة"، مضيفا أن الهدف كذلك هو "أن نجعل مدينة الشلف ولاية نموذجية في تجسيد سياسة الدولة المتجددة في مجال الفلاحة والتنمية الريفية". من جهة أخرى، قال السيد سلال إنه "لا خيار آخر للجزائر غير تطوير فلاحتها؛ لذلك كان محورا هاما في مسعى الدولة نحو تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني؛ لما لها من أثر إيجابي في تقليص الفاتورة الغذائية واستيعاب أعداد معتبرة من اليد العاملة". وجدّد الوزير الأول، بالمناسبة، شكره للاعبي الفريق الوطني لكرة القدم على إنجازهم بتأهلهم إلى مونديال البرازيل 2014، وقال في هذا السياق: "لقد أثبت هؤلاء الشباب مرة أخرى، أن الجزائري إذا ما توفرت لديه الإمكانات يكون قادرا على تحقيق الكثير". وأضاف في هذا الصدد: "أصدقكم القول إن أحلى ما في هذا التأهل هو أنه يتحقق للمرة الرابعة"، في الوقت الذي يرى أن هناك المزيد من التحديات التي يتوجب رفعها، ليس في المجال الرياضي، بل في المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية أيضا، ليخلص إلى أنه "حان الوقت كي نتجه جميعا بنفس العزيمة، نحو تحقيق النهضة الاقتصادية للجزائر ورفعها إلى مصاف الدول العصرية والمزدهرة". وفي سياق حديثه عن الرياضة دائما، أعلن الوزير الأول أن الولاية استفادت من مشروع مركّب أولمبي وملعب لكرة القدم بطاقة استيعاب تقدَّر ب 40 ألف مقعد، مشيرا إلى أن الدراسة المتعلقة بإنشاء هذا المركّب الأولمبي والملعب، ستنطلق قريبا، في حين شدّد على أن إنشاء هذه المرافق الرياضية ينبغي أن يكون مطابقا للمعايير الدولية. وركّز في هذا الصدد على مسألة "وجوب تغطية الملاعب"، مستشهدا، في السياق، بعمليات الترميم التي تمس حاليا ملعب 5 جويلية قائلا: "لقد انتهى عهد وجود فئات تتفرج مقابلات كرة القدم من مدرجات مغطاة وأخرى توجد بمدرجات غير مغطاة". وبالمناسبة، شدّد الوزير الأول على ضرورة فتح دُور للشباب وبقائها مفتوحة إلى غاية منتصف الليل، خاصة في فصل الصيف، وذلك تطبيقا للتعليمات الصادرة عن الحكومة. وفي ختام لقاء الوزير الأول مع فعاليات المجتمع المدني بالولاية، تم منحه قميص نادي جمعية الشلف لكرة القدم. مبعوثة المساء إلى ولاية الشلف: مليكة خلاف