الجزائر تخصص ملياري دولار لتعزيز هياكل التدفق العالي للأنترنت أبرزت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيدة فاطمة الزهراء دردوري، أمس، أهمية الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين وتاهيل شبكة الاتصالات باستخدام مختلف التقنيات، وفي مقدمتها شبكة الألياف البصرية، التي بلغت 62 ألف كلم، وأعلنت بالمناسبة عن تخصيص الحكومة ملياري دولار لدعم الهياكل القاعدية الخاصة بالتدفق العالي خلال السنوات الخمس القادمة. في وقت اعتبر فيه ممثل المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، الجزائر من أكبر الدول العربية تقدما في مجال استعمال الألياف البصرية. وذكرت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في كلمة قرأها نيابة عنها رئيس ديوانها، سليم جعلال، أمام المشاركين في الورشة الإقليمية حول الألياف البصرية لشبكات الاتصالات، والمنعقدة بفندق "هيلتون" بالعاصمة، بأن بلوغ أهداف التنمية المستدامة والشاملة يستدعي الاستعمال المكثف والفعال لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، الأمر الذي يبرز أهمية الورشة الإقليم المنظمة بالجزائر بالتعاون مع المكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، من أجل بحث أنسب وأنجع التقنيات الكفيلة بإنجاح هذا الاستعمال التكنولوجي. وبالمناسبة، أشارت الوزيرة إلى أن الجزائر عملت منذ بداية استخدامها للانترنيت على تطوير شبكتها للاتصالات، آخذة بعين الاعتبار العوائق الطبيعية المترتبة عن تنوع تضاريسها وشساعة إقليمها، ما جعلها تعمد إلى اختيار تقنيات متعددة في مجال نقل وإيصال هذه التكنولوجيا. وذكرت في هذا الصدد بأن جهود الجزائر في هذا المجال ترجمت بعمليات واسعة لنشر وعصرنة وتأمين الشبكة الوطنية للاتصالات التي تضم اليوم نحو 62 ألف كلم، من الألياف البصرية وقرابة 45 ألفا من الحزم الهرتزية الرقمية، فضلا عن شبكات الربط الدولي البحري بين القارات بالألياف البصرية والتي تسمح بنقل أعداد كبيرة من رزم المعطيات عبر الانترنت. كما تحرص الدولة من خلال هذه الجهود على تكريس سياسة الخدمة الشاملة وضمان ربط رقمي فعال وغير تمييزي لفائدة كافة المواطنين، الذين يستفيدون، حسب الوزيرة، من منافع الشبكة المعلوماتية واسعة النطاق. من جهته، أشاد السيد صلاح الدين معرف، ممثل المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، بالتقدم الكبير الذي حققته الجزائر في مختلف مجالات استعمال التكنولوجيا واسعة النطاق، ومنها مجال توسيع شبكة الألياف البصرية التي تعرف -حسبه- تقدما هاما من حيث الكم والنوع، الأمر الذي يجعل الجزائر برأي السيد معرف من أكبر البلدان تقدما في هذا المجال. وبالمناسبة، ذكر ممثل المكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات بأن الورشة الإقليمية المنظمة بالجزائر لبحث موضوع "الألياف البصرية لشبكات الاتصالات بين التقييس والنشر"، يأتي استكمالا للمبادرة العالمية التي أطلقت في 2010، حول تكنولوجيا النطاق العريض، والتي تشكلت بموجبها لجنة النطاق العريض للتنمية الرقمية بالتعاون مع منظمة "اليونيسكو". فيما برز الاهتمام العربي بهذه التكنولوجيا، حسب السيد معرف، من خلال طرحها للمناقشة في اجتماع مجلس وزراء الاتصالات العرب واعتمادها كمبادرة إقليمية في المؤتمر العربي للاتصالات الذي انعقد في 2010، وأشار المتحدث إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو التعريف بأهمية تطوير شبكات وخدمات تكنولوجيا النطاق العريض وتسخيرها لخدمة التنمية المستدامة، وترقية الخدمة العمومية المقدمة للمواطن من قبل مختلف المصالح الإدارية والاقتصادية.
رفع مستوى تدفق الأنترنت قبل نهاية العام وفي سياق متصل بالموضوع، أوضح السيد مهمل ازواو، الرئيس المدير العام لمجمع "اتصالات الجزائر"، بأن عملية ترقية وتعميم استخدام الألياف البصرية، تعتبر من أولويات عمل المجمع في الوقت الحالي وذلك ضمن برنامج تحديث وعصرنة شبكة الاتصالات، مشيرا إلى أن "اتصالات الجزائر" التي تسعى من خلال هذا العمل إلى ترقية نوعية الخدمات المقدمة للمواطن وكافة المشتركين، تتحكم حاليا في نحو 50 ألف كلم من الشبكة الوطنية للألياف البصرية، وتعمل على استكمال آخر مراحل تعميم استعمال الألياف البصرية والتي تشمل أساسا إيصالها إلى البيوت. من جانب آخر، وفيما اعترف بتهديد تكنولوجيا الجيل الثالث لمستقبل "اتصالات الجزائر" في حال لم تبذل هذه الأخيرة جهودا للرفع من مستوى تنافسيتها، أبدى تفاؤله بخصوص قدرة المجمع على رفع التحدي من خلال تحسين نوعية خدماته، وأعلن السيد زواو عن مشروع رفع مستوى تدفق الانترنت المقترح للزبائن من قبل "اتصالات الجزائر" من 2 ميغا، كأقصى حد حاليا إلى مستوى أعلى لم يكشف عنه المسؤول الأول عن المجمع، الذي اكتفى بالإشارة إلى أن المشروع لازال قيد الدراسة وسيتم الإعلان عن تنفيذه قبل نهاية العام.