تتواصل تنديدات المجتمع الدولي المستنكرة للإعتداءات الإرهابية التي استهدفت محطة السكك الحديدية ببومرداس، حيث عبّرت كل من فرنسا، اسبانيا، بلجيكاوروسيا عن تضامنها مع الجزائر حكومة وشعبا، مؤكدة دعمها لسياسة المصالحة الوطنية. فقد أكدت كاتبة الدولة الفرنسية للتجارة الخارجية السيدة جان ماري ايدراك، أمس، على ضرورة أن تكون فرنسا متضامنة في مجال مكافحة الإرهاب بالجزائر، مؤكدة ما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية الفرنسي السيد بيرنار كوشنير الذي أعرب عن تضامنه مع الشعب والسلطات الجزائرية في مكافحتهما لآفة الإرهاب بكل عزم وشجاعة. وأضافت المتحدثة في حديث لجريدة "إكسبريسيون" بمناسبة زيارتها للمعرض الدولي الجزائري، بخصوص الاعتداء الإرهابي الذي وقع ببومرداس يوم الأحد، أنه ينبغي على فرنسا كما سبق وأن أكد الرئيس نيكولا ساركوزي، أن تظهر تضامنها فيما يخص مكافحة الإرهاب، مضيفة أنها تنقلت إلى مقر الشركة الفرنسية رازال كي تقدم تعازيها لممثلها على إثر مقتل أحد عمالها. وأشارت المتحدثة باسم فرنسا إلى الوضع المستقر للجزائر، موضحة أن الأمن يُعد أحد انشغالات الشراكة بين الجزائروفرنسا التي قامت بتطبيق تعليمات الحذر. وأضافت السيدة جان ماري إيدراك، أن الشركات الفرنسية الموجودة بالجزائر أعربت عن أملها في مواصلة نشاطها بالجزائر، وقد تم التأكيد على إرادة الشركات الفرنسية في مواصلة نشاطاتها بالجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير، الذي دعا الشركات الفرنسية إلى مواصلة عملها بالجزائر كرد فعل على اعتداء بني عمران، حيث سبق وأن أكد بأن الجزائر بلد ينبغي أن نعمل فيه والذي تتميز فيه طبعا علاقات التجارة والصداقة بالأهمية الكبرى، وبالتالي ينبغي تطويرها. كما أعرب المسؤول عن الدبلوماسية الفرنسية عن شعوره بالغضب أمام العنف الإرهابي الأعمى الذي لا يبرره شيء، وهو السياق الذي عبّر من خلاله السيد كوشنير عن تعاطفه مع الضحايا، حيث قال: "مشاعري مع عائلات وأقارب الضحايا الذين أُستهدفوا ظلما وعدوانا وكذا مع الشعب والسلطات الجزائرية اللذين يكافحان بكل عزم وشجاعة آفة الإرهاب". من جهة أخرى اعتبر المسؤول الفرنسي أن معركة الجزائر ضد الإرهاب هي معركة فرنسا أيضا. للتذكير فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان قد أكد هذا الدعم الراسخ في مواجهة الإرهاب، معربا عن إدانته التامة لأعمال العنف الهجمية العمياء التي لا يزال الشعب الجزائري يعاني منها. كما أدانت إسبانيا بشدة هذه الاعتداءات الإرهابية بالجزائر وأكد بيان للخارجية الإسبانية، أن الحكومة الإسبانية تدين هذا العمل الإجرامي وتجدد دعمها للجزائر في مكافحتها للإرهاب، معربة عن تعازيها لعائلات الضحايا. يأتي ذلك في الوقت الذي أدان فيه وزير الشؤون الخارجية البلجيكي السيد كاريل دوغوشت بشدة هذه الاعتداءات الإرهابية، معبّرا عن تضامن بلجيكا مع الحكومة والشعب الجزائريين. وذكر وزير الخارجية البلجيكي في بيان لوزارته، أنه تلقى هذا النبأ المأساوي الذي ارتكب بالجزائر ببالغ الأسى، حيث أكد إدانته الشديدة للأعمال الإرهابية. كما أعرب ممثل الدبلوماسية البلجيكية عن تضامن بلجيكا مع الجزائر حكومة وشعبا في مكافحة الإرهاب، ودعم المصالحة الوطنية. من جهة أخرى أعرب الوزير البلجيكي عن ثقته بأن "أولئك الذين يريدون للجزائر أن تنغمس مجددا في الفوضى والحرب الأهلية لن يكون لهم ذلك"، كما أكد المتحدث رغبته في أن يتم الكشف عن هوية مرتكبي هذه الاعتداءات الجبانة في أقرب وقت وإحالتهم على العدالة. من جهتها استنكرت روسيا هذا الاعتداء الإرهابي، معربة للحكومة الجزائرية عن تضامنها معها في مكافحتها للإرهاب، وأضافت روسيا في بيان لها عقب هذه الاعتداءات أن "هؤلاء الإرهابيون يستهدفون الجزائريين والأجانب". وعبّرت روسيا عن خالص تعازيها لذوي الضحيتين وأقاربهما، مجددة تضامنها مع الجزائر البلد الصديق الذي يشق طريقه في سبيل الوئام والمصالحة الوطنية ومكافحة بقايا الإرهاب.