لازالت ردود الفعل العربية و الدولية المستنكرة للعمليتين الانتحاريتين اللتين وقعتا في كل من مدينة باتنة ومدينة دلس ببومرداس كانت تستهدف الرئيس بوتفليقة في باتنة، متواصلة ، والتي أجمعت كلها على تصنيف الحادثة في خانة "العمل الإرهابي الجبان ". فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة الاعتداء الذي استهدف الرئيس بوتفليقة في باتنة،معتبرا إياه فعلا إرهابيا، ووجه بان كي مون دعوة إلى المجتمع الدولي من أجل الاتحاد لمكافحة الإرهاب بشتى أشكاله، كما أدام مجلس الأمن العملية بشدة وقدم تعازيه للجزائريين ولعائلات الضحايا على وجه التحديد. أما الخارجية الفرنسية فقد أدانت في بيان لها أمس السبت الاعتداء الذي هز مدينة دلس، وقد أعربت باريس عن "تعازيها الخالصة لعائلات الضحايا و أقاربهم وإلى السلطات الجزائرية و الشعب الجزائري"، فيما أكّد رئيس الوزراء البريطاني،غوردون براون، في رسالة بعثها أمس إلى الرئيس بوتفليقة عن إدانته "المطلقة للهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف أبرياء في باتنة" وأضاف بأنه "صُدم" لما علم بالهجوم، وأعرب عن عميق تعاطفه مع عائلات الضحايا و الجزائريين، مشددا على أن دعم المملكة المتحدة سيستمر للجزائر لمواجهة ظاهرة الإرهاب. وفي أول ردّ فعل له على الاعتداء الذي استهدف الرئيس، أدان الاتحاد الأوروبي العملية ووصفتها بالفعل "الشائن" و"المحاولة غير المقبولة" لضرب السلم و الاستقرار في الجزائر، وقالت البرتغال التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي بأنّ أوروبا تجدد دعمها لسياسة المصالحة الوطنية و مكافحة الإرهاب التي اختارها الشعب و انتهجها الرئيس بوتفليقة. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد اقترح على الرئيس بوتفليقة في برقية التعازي التي أبرقها له "تعزيز التعاون الجزائري الروسي في مجال مكافحة الإرهاب" حيث قال "نحن مستعدون لتعزيز التعاون الروسي الجزائري في مجال مكافحة هذه الآفة العالمية"، وقد أدان بوتين الاعتداء قائلا "ندين بشدة هذا العمل الوحشي و الأعمال الإرهابية الأخرى في الجزائر"، ومن جهتها دعت وزارة الشؤون الخارجية الروسية إلى مكافحة الإرهاب بكل حزم مجددة تضامنها مع الجزائريين. وعلى الصعيد العربي، وصف الرئيس التونسي الاعتداء بالعمل الإجرامي الشنيع في رسالة وجهها إلى الرئيس بوتفليقة، عبر زين العابدين بن علي عن تضامن تونس الكامل مع الشعب الجزائري. كما أبرق الرئيس اللبناني إيميل لحود بتعازيه إلى بوتفليقة والجزائريين، مضيفا في برقيته"إن لبنان عانى لسنوات طويلة من الإرهاب، وأنه يشاطر و يدعم الشعب الجزائري الشقيق في مكافحته لهذه الآفة". وعبرت مصر، على لسان متحدث باسم خارجيتها، أمس السبت، عن إدانتها الكاملة للأعمال الإرهابية التي وقعت في الجزائر مؤخرا، وقد أرسل وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، رسالة دعم وتضامن إلى نظيره الجزائري مراد مدلسي، أكد فيها إدانة مصر لعمليتي باتنة و دلس. كما أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها للعملية معتبرة إياها "عملا إرهابيا، وقد أكد مسؤول في وزارة الخارجية القطرية "موقف دولة قطر الثابت وإدانتها لمثل هذه الأعمال الإرهابية"، معتبرا ما شهدته مدينة باتنة عملا منافيا للقيم وللأخلاق الإنسانية، وبعث المسؤولون القطريون بتعازيهم لأسر الضحايا و المصابين. من جهته أعرب عميد مسجد باريس دليل بوبكر عن استيائه إزاء ما حدث في باتنة، قائلا "إنه لا يمكن لأحد عرقلة مسيرة الشعب الجزائري الثابتة نحو المصالحة و التقدم" وقد أشاد دليل بوبكر بمواجهة الرئيس بوتفليقة الآثار النفسية للاعتداء حيث قال " لقد كان رد فعل الرئيس بوتفليقة ينم عن وعيه و عن روح المسؤولية التي يتحلى بها، إذ رفض الاستسلام لأهداف هؤلاء المجرمين". وبعد الاعتداء الثاني الذي هزّ أمس ثكنة عسكرية في مدينة دلس ببومرداس، استنفر مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة بنيويورك أركانه، ودعا الدول الأعضاء فيه إلى التعاون مع الجزائر في مكافحة الإرهاب،و طالب السيد جون موريس ريبار سفير فرنسا الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن الحالي جميع الدول الأعضاء إلى "التعاون مع الحكومة الجزائرية" في مكافحة الإرهاب وإلى محاكمة مرتكبي الأعمال الإرهابية، نافيا أي تبرير لأي عمل إرهابي. م.هدنة